أجرى رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، أمس الأربعاء ببوغوتا، مباحثات مع رئيس البرلمان الانديني وكاتبه العام، على التوالي هوغو كيروز وإدواردو تشيليكينغا، تمحورت حول آفاق التعاون بين المغرب وهذه المؤسسة التشريعية الإقليمية. واستعرض الطرفان بالمناسبة التعاون بين البرلمانين المغربي والانديني، واتفقا على سلسلة من الإجراءات الرامية الى تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات المتعلقة بالتشريع. وأبرز المالكي، خلال هذا اللقاء، الدور الذي يوليه المغرب لتعزيز علاقاته مع البرلمان الأنديني الذي يتخذ من بوغوتا مقرا له، والذي يضم خمس دول أعضاء تشمل بوليفياوكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي. وثمن روابط الصداقة والتعاون مع هذه الهيئة التشريعية لمجموعة دول الانديز، مشيرا إلى أن هذه الروابط تعود لأزيد من 25 عاما. وذكر في هذا الصدد بأنه بعدما استفاد من صفة الملاحظ الدائم، حصل البرلمان المغربي على صفة العضو الشريك المتقدم بالبرلمان الانديني، مؤكدا في هذا السياق أهمية مذكرة التفاهم الموقعة في يوليوز الماضي بين الجانبين. وأوضح رئيس مجلس النواب أنه بموجب هذه المذكرة سيمثل البرلمان المغربي، عند متم العام الجاري، من قبل ثلاثة من أعضائه بالبرلمان الأنديني، مشيرا إلى أن البرلمانيين المغاربة سيحضرون بشكل منتظم للجلسات العمومية التي ستعقدها هذه الهيئة التشريعية. وأضاف المالكي، خلال جلسة العمل هذه التي جرت بحضور سفيرة المغرب في كولومبيا، السيدة فريدة لوداية، أن هذه المبادرة تبرز التقدير والاعتبار الذي تكنه الدول الاندينية للمملكة بفضل جهودها في مجال التقريب بين الثقافات والحضارات. كما دعا رئيس مجلس النواب، خلال هذا اللقاء الذي عقد على هامش زيارته لبوغوتا حيث مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في حفل تنصيب الرئيس الكولومبي الجديد، إيفان دوكي، إلى تعزيز الديبلوماسية البرلمانية بهدف توطيد الصداقة والتقارب بين الشعب المغربي وشعوب منطقة الأنديز، وإلى تكثيف تبادل الزيارات بين مسؤولي البرلماني ن. وثمن اقتراح محاوري ه من البرلمان الأنديني المتعلق بعقد لقاءات ثقافية وعروض بين الطرفين، مبرزا استعداد المغرب للمساهمة في مختلف المبادرات الرامية الى التعريف بالغنى الثقافي ومؤهلات الجانبين. كما أبدى استعداد المملكة لتقاسم تجربتها مع دول مجموعة الأنديز على الخصوص في مجالات الطاقة المتجددة وحماية البيئة، مبرزا الأهمية التي يوليها جلالة الملك للقضايا المتعلقة بالمناخ. ودعا المالكي أيضا الى عقد لقاء بين البرلمان المغربي وبرلمان مجموعة دول الانديز يخصص للتنمية المستدامة ويشمل التغيرات المناخية. وأعرب عن تقديره للبرلمان الأنديني بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة باعتبارها حلا للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. من جهته، أعرب رئيس البرلمان الأنديني عن رغبة هذه المؤسسة التشريعية في تعزيز التعاون مع البرلمان المغربي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشددا على اهمية تعزيز الديبلوماسية البرلمانية للمساهمة في التقريب والتفاهم بين الشعوب. وأبدى استعداد البرلمان الأنديني لتكثيف وتنويع التعاون مع البرلمان المغربي، متطرقا إلى إمكانية إرساء تعاون ثنائي في مجال الهجرة. بدوره، قدم الكاتب العام للبرلمان الأنديني عرضا مختصرا حول تشكيلة وسير عمل هذه الهيئة التشريعية الإقليمية، وميادين عملها، داعيا الى تكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات.