ضاقت ساحة الأمل وجميع جوانبها، ليلة السبت، بالأعداد الغفيرة مِن الجماهير التي حجت لمتابعة آخر سهرة من سهرات النسخة 15 من مهرجان »تيميتار»، جماهير قال البعض إنها فاقت 100 ألف متفرج، في الوقت الذي يذهب فيه البعض الآخر إلى أن أعداد آخر لقاء فني من المهرجان فاقت هذا العدد بكثير. جماهير لم تقتصر على سكان مدينة آگادير وصيوفها، بل إن الآلاف مِن المدن المجاورة شدوا الرحال صوب وسط عاصمة سوس، وجهتهم المحددة هي ساحة الأمل.. جماهير أتت مِن أنزا، الدائرة، أيت ملول وحتى إنزگان، ومصطافون من مختلف المدن المغربية، ممن استهوتهم شواطئ المدينة فجعلوا منها ملاذهم خلال عطلة الصيف وارتفاع درجات الحرارة. ولأن برمجة مهرجان «تيميتار» تزامنت مع مقامهم بآگادير، كانت العطلة بطعم الفن العالمي والوطني، هم الذين استفادوا على امتداد أيام المهرجان من برنامجه الذي مكنهم من حضور سهرات نجوم موسيقى العالم. في بداية السهرة الأخيرة من المهرجان، التي حضرها وزير الفلاحة والصيد البحري، النائب الأول لرئيس جمعية «تيميتار» عزيز أخنوش ووالي جهة سوس ماسة، ورئيس المجلس الإقليمي وعدد من المسؤولين، كان عشاق الفن الأمازيغي على موعد مع فنانهم «العربي إمغران»، ومجموعته التي تواصل العمل منذ 27 سنة، بعد أن تم تأسيسها سنة 1991.
وما أن جاء دور الفنانة «دنيا باطما» حتى ارتفعت هتافات الجماهير مرددة معها النشيد الوطني. أدت باطما أشهر أغانيها التي يحفظها من حضروا من الجماهير، عن ظهر قلب، عندما غنت «مغرب مغربنا ملكتي الروح». ولأن من حضروا كانوا يتوقون إلى تحقيق لحظات فرحة ورقص اختار دنيا باطما أن تؤدي عددا مِن الأغاني من ريبرتوار الفن الشعبي، قبل أن تعرج على فن الراي لتؤدي لفنان الراي الجزائري الرحل الشاب عقيل أشهر أغانيه، كما غنت للشاب خالد «صحاب البارود»، وتعود لتتحف جماهير ساحة الأمل ببعض أغانيها من قبيل «أنا ماشي شغلي». كانت الساعة قد تجاوزت منتصف ليلة السبت بأزيد من نصف ساعة عندما جاء دور «زينة الداودية»، لتعتلي منصة ساحة الأمل. ورغم مرور الوقت ظلت الجماهير واقفة تنتظر على امتداد الساحة إطلالة من لم تخلف الموعد مع «التميز»، حيث أشعلت بأغانيها حماس الحاضرين، الذين ظلوا واقفين لأزيد من أربع ساعات في انتظار إطلالتها، أما من أعياهم الوقوف فاتخذوا من الحديقة المحيطة بساحة الأمل والمقاهي المجاورة لها مجالس لهم، مفضلين الاستمرار رغم العياء في متابعة مختلف الوصلات الغنائية التي أدتها زينة الداودية، التي استمرت وصلتها الغنائية إلى غاية الثانية من صباح يوم الأحد.