عاش جمهور مهرجان "تيميتار" مساء أمس الخميس ،وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة لحظات من النشوة الفنية امتزج فيها الغناء بالرقص، وذلك بمناسبة مشاركة المجموعة الغنائية الأسطورية "ناس الغيوان" في سهرات اليوم الثاني من الدورة 13 للمهرجان. على امتداد حوالي ساعتين من الزمان، ردد الجمهور مع هذه المجموعة الغنائية التي ما فتئ تأثيرها الفني يتجدد مع تجدد الأجيال ، عددا من أجمل أغانيها القديمة والحديثة التي ستظل راسخة في "ريبيرتوار" الأغاني المغربية الخالدة . أغنية "الصينية" بأبعادها الرمزية، وإيقاعها الطروب كانت من ضمن هذه الأغاني التي تجاوب معها الجمهور من بداية أدائها حتى نهايته. أغنية "أهل الحال" ، و"مهمومة" ورائعة "النحلة" وغيرها رددت بدورها من فوق منصة "ساحة الأمل" بقلب مدينة أكادير التي غصت عن آخرها بجمهور كبير حج لتجديد الصلة مع الفن المغربي الاصيل الذي ظلت مجموعة ناس الغيوان تحمل لواءه على مر أزيد من اربعة عقود متتالية. كانت الهتافات والصفير المتعالي يتصاعد صداهما في أرجاء "ساحة الأمل" مع الانتهاء من أداء كل أغنية، وذلك تعبيرا من الجمهور عن تجاوبه مع أغاني المجموعة. البعض ممن حضروا الحفل كانوا يحملون شبانا وأطفالا على أكتافهم للتلويح عاليا بأياديهم تعبيرا عن تجاوبهم مع أجواء الفرح والحماس التي خلقتها المجموعة خلال هذه السهرة. أثبثت مجموعة "ناس الغيوان" خلال سهرة اليوم الثاني من الدورة 13 لمهرجان "تيميتار" أن الفن الملتزم يبقى راسخا في وجدان الشعب المغربي المحب للموسيقى مهما تعاقبت السنين، وأنه يجد طريقه إلى قلوب الأجيال المتعاقبة مهما تعددت الألوان الغنائية والموسيقية المحلية منها والأجنبية التي أصبحت متداولة على نطاق واسع بفعل انتشار وسائل الإعلام والتواصل الحديثة. ذلك ما كان واضحا للعيان خلال سهرة "ناس الغيوان"، حيث كانت فئة الشباب ، من الذكور والإناث، يرقصون ويرددون مع المجموعة أغانيها القديمة والحديثة، وذلك في الوقت الذي تم الاعتياد فيه على رؤية هذه الفئة العمرية تتجاوب مع الأنماط الغنائية الشبابية الجديدة . وإلى جانب مجموعة "ناس الغيوان"، كان الفن الأمازيغي الجميل حاضرا أيضا من خلال حضور أحد رموز هذا النمط من الأغنية المغربية المتعددة الروافد والاشكال، حيث لقي الفنان الحسين أمراكشي بدوره تجاوبا منقطع النظير من طرف الجمهور . وانسجاما مع الشعار الذي رفعه مهرجان "تيميتار" منذ انطلاقته وهو "الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم"، أتحف الفنان الإيفواري تيكن دجا فاكواي الجمهور بعدد من أجمل أغانيه التي خلقت أجواء مغايرة من الفرح التي وجدت طريقها إلى فئة الشباب الذي تجاوب معها من خلال الرقص والهتاف.
وإلى جانب المنصة الرئيسية للمهرجان التي نصبت في "ساحة الأمل"، كان لجمهور الدورة 13 موعد مع نخبة أخرى من الفنانين والمجموعات الفنية في مسرح الهواء الطلق ، ومنصة ساحة بيجوان ، المحاذية لشاطئ مدينة أكادير حيث كان للجمهور موعد مع أنماط مختلفة من الغناء والطرب المنتسبة إلى مناطق مختلفة من القارتين الأفريقية والاوربية.