وقع أزيد من 20 ألف متفرج في أسر الأغنية الغيوانية، خلال اليوم الثالث من أيام مهرجان قوافل سيدي إفني، في ليلة غيوانية بامتياز، أحيتها مجموعتي ناس الغيوان والسهام. هذه الأخيرة عزفت وأدت العديد من الأغاني من ريبتوارها الخاص وعرفت كيف تنتزع التصفيقات وصيحات الإعجاب من قلوب الباعمرانيات والباعمرانيين وزوار المدينة الذين قدموا من مختلف المدن والجماعات القروية المجاورة لحضور ليلة ليست ككل الليالي ولا تكرر إلا نادرا. وأكد أعضاء مجموعة السهام في تصريحات صحفية بعد نهاية فقرتهم الفنية، التي توجت بتكريم المجموعة، ومنحها درع المهرجان، أنها ممتنة لمنظمي المهرجان الذين وضعوا ثقتهم في المجموعة لإحياء هذه الليلة الغيوانية، رفقة أهرام الظاهرة الغيوانية والمجموعة الأسطورية ناس الغيوان. وأشار الفنان جواد شفيق، أحد أعضاء المجموعة، إلى أن المجموعة دائمة التجديد رغم الغيابات الاضطرارية بين الفينة والأخرى لأسباب خارجة عن إرادتهم، وأعلن لممثلي وسائل الأعلام الحاضرة عن كون المجموعة بصدد إصدار جديدها الفني خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد الانتهاء من عملية التوضيب الموسيقي، إذ انتهت مؤخرا من تسجيل ألبوم يتضمن عشرة أغاني. من جانب أخر، وبمجرد صعود أعضاء مجموعة ناس الغيوان فوق خشبة منصة الحفل، حتى اهتزت جنبات ساحة المطار بهتافات الجمهور، وزغاريد النساء، وتعالت صيحات الترحيب بالمجموعة، وصار الكل يهتف بأسماء كل من عمر السيد ورشيد باطما وحميد باطما وحتى الفنان علال الغائب منذ سنوات عن المجموعة بسبب ظروفه الصحية، بل هناك من الجماهير من كان ينادي باسم الفنانة دنيا باطما ويمني النفس بظهورها مع المجموعة. وأدت مجموعة ناس الغيوان عددا من أغانيها الخالدة، منها أغنية « الصينية » التي يحفظها الكل عن ظهر قلب، مرورا بأغنية « مهمومة » وغيرها من الأغاني المشهورة، ليختتموا الحفل في ساعة متأخرة من الليل بأغنية « النحلة شامة ». واختتم الحفل بتسلم الفنان عمر السيد لدرع المهرجان في لحظة تكريم جد مؤثرة. من جهة أخرى، عرف حفل اختتام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قوافل سيدي إفني حضورا جماهيريا قياسيا فاق كل التوقعات، رغم النقل المباشر لفعاليات السهرة على قناة « تمازيغت ». ويرجع السر في ذلك إلى مشاركة اسمين وازنين في الساحة الغنائية المغربية، وهما كل من الفنان الرايس الحسين أمراكشي، الذي يحظى بمكانة وشهرة متميزتين في سوس والجنوب بشكل عام وفي صفوف محبي فن « ترويسا »، والفنان عبد العزيز الستاتي، رائد الأغنية الشعبية. هذا الأخير عرف كيف ينتزع الإعجاب من جميع متتبعي حفل الاختتام بطريقة أدائه وعزفه على آلة الكمان واختياره للأغاني التي تتلاءم وطبيعة المنطقة.