تيحيحيت تقبل رؤوس الباعمرانيات والفناير يلهبون حماس الجماهير عاشت ساكنة سيدي إفني، أول الثلاثاء الماضي، ولليوم الثالث على التوالي ضمن سهرات الدورة الرابعة لمهرجان قوافل، واحدة من الليالي البيضاء والصاخبة التي لا يرى مثلها إلا في قصص ألف ليلة وليلة، خاصة أن الجمهور كان على موعد مع باقة متنوعة من الفقرات الغنائية الموزعة ما بين الموسيقى الأمازيغية ممثلة في فن أحواش وعواد أيت باعمران، إضافة إلى موسيقى وفن الرويسات الذي قدمته بشكل بديع الرايسة فاطمة تيحيحيت، والموسيقى الغيوانية العصرية بصوت أنثوي، مجسدا في صوت الفنانة نبيلة معن، ثم موسيقى الفيزيون التي أبهرت مجموعة الفناير من خلالها الجماهير الغفيرة التي حجت لمتابعة فقرات الحفل الفني. انطلق الحفل الغنائي بفقرتين غنائيتين لمجموعتين محليتين، كما جرت به العادة في مهرجان قوافل، الهدف منها، حسب مصادر من اللجنة المنظمة، «منح فرصة لفناني المجموعات المحلية لإبراز مواهبهم الفنية والبحث عن موطئ قدم داخل الساحة الفنية المغربية وتشجيعهم على الخلق والإبداع». بعدها أدت فرقة أحواش وعواد أيت بعمران رقصات وأهازيج شعبية تنهل من التراث الأمازيغي الباعمراني. الرايسة فاطمة تيحيحيت كانت في الموعد، واستطاعت، بفضل أدائها الأخاذ واسمها اللامع الذي يرن في ءاذان المغربيات والمغاربة على السواء، أن تستقطب أكبر عدد من الباعمرانيات اللواتي امتلأت بهن جنبات ساحة المطار المحتضنة للحفل. وأذهلت فاطمة تيحيحيت الباعمرانيات وردت على قدومهن الغفير لمتابعة الحفل بأن نزلت من فوق المنصة رفقة راقصات فرقتها وتجولت في مختلف أرجاء الساحة. ومن شدة تواضعها قبلت الرايسة فاطمة تيحيحيت ظهر أيدي العديد من الباعمرانيات المسنات ورؤوس بعضهن، تعبيرا منها على الوفاء والامتنان لنساء أنجبن رجالات بصموا تاريخ أيت باعمران. بعدها، صعدت إلى منصة الحفل الفنانة نبيلة معن، مرتدية قفطانا صيفيا مزركشا يغلب عليه اللون الأزرق تماهيا مع اللباس الصحراوي الأزرق، مما ترك أثرا في نفوس الباعمرانيين والباعمرانيات، الذين صفقوا لها بحرارة، وأدوا معها بشكل جماعي أغاني غيوانية بتوزيع موسيقي جديد، مما دفع الأغلبية إلى التحرر من لباس الوقار للحظات والرقص على أنغام الغيوان، خاصة أغنية «الله يا مولانا». صعود الفناير جعل الباعمرانيين ينسون الأجواء الباردة التي تطبع طقس المدينة ما أن يرخي الليل سدوله، وزادوا من درجة الحرارة التي خلفتها نبيلة معن بعد وصلتها الفنية، بطريقة أدائهم الاحترافية وخبرتهم في التجاوب مع الجماهير المبنية على دغدغة المشاعر واللعب على الوتر الحساس. وقام فريق تابع لمجموعة الفناير بتوزيع مطبوعات مكتوب عليها «I LOVE FNAIR» و»أنا فنايري» على الواقفات والواقفين في الصفوف الأمامية لإظهارها أمام عدسات الكاميرا، وهو ما دفع العديد من المهرجانيين إلى التعليق على الأمر بكون «ما قامت به مجموعة فناير لا يليق بسمعتها ولا حاجة لها إلى استجداء حب الجماهير، فهم أصلا يسكنون في قلوب الآلاف من محبيهم». وهو ما تأكد مباشرة بعد نهاية الحفل إذ حصل تدافع وهرج كبيرين بين العشرات من محبي الفناير الراغبين في التقاط صور تذكارية معهم، مما دفع رجال الأمن إلى التدخل ومرافقة المجموعة وسط طوق أمني شديد إلى غاية مقر إقامتهم.