في السهرة الإفتتاحية لمهرجان تيميتارالدولي المنظم بمدينة أكَادير،في نسخته الثانية عشرة،ما بين 22 و25 يوليوز2015،ألهب فنانو الراي والطرب الحساني والشرقي وغناء الرايسات الأمازيغيات...حماس جمهورالمهرجان الذي حج من مختلف الأعمار إلى المنصة الرئيسية بساحة الأمل ومسرح الهواء الطلق. وعرفت أولى سهرات المهرجان"تيميتار:علامات وثقافة"المنظم تحت شعار"الفنانون الأمازيغ يرحبون بموسيقى العالم"تجاوبا كبيرا مع ماقدمته كل من سعيدة شرف من ألوان غنائية متنوعة حسانية وشعبية وشرقية من الدبكة اللبنانية،حولت من خلالها ساحة الأمل إلى رقص جنوني وغناء جماعي مما جعل الجمهوريطالبها بالمزيد. كما أتحف مغني الراي الجزائري المشهور و المقيم بمارسيليا"رضا الطالياني"جمهورتيمتار،خاصة أنه اختار من ريبطواره الغنائي أشهر الأغاني التي يحفظها الجمهورعن ظهرقلب،من بينها أغنية"جوزفلين" وأغنية"خبز الدار"و"البابور مون أماور"وغيرها من الأغاني الشهيرة التي جعلت هذا الفنان يحلق عاليا في سماء أغنية الراي إلى جانب نجومها الكبارمثل الشاب خالد والشاب مامي والشاب بلال والشابة الزهوانية.. هذا فضلا عما قدمته فرقة أحواش أيت باعمران التي برعت في أداء لوحة غنائية اتسمت بالتناسق بين الإيقاع والألحان والكوريغرافيا والرقص والغناء الحواري الذي يميز أحواش سوس عموما عن غيره سواء في نمطه الفردي أو الجماعي. وكذا ما جادت به قريحة الرايس أوتاجاجات نجل الفنان الكبير الرايس عبدالله أوتاجاجت من أشعار ذات عمق ثاقب مشبعة بالمجازات والإستعارات والرموز،والتي أداها في وصلته الغنائية ذات النبرة الحادة وبألحانه الخاصة المتميزة بآلة الرباب وآلة الوتر و أنغام الناقوس.. أما بمسرح الهواء الطلق فيمكن القول أن ما أطرب الجمهور كثيرا هو ما أداته الفنانة الأمازيغية الصاعدة كلثومة تمازيغت التي شقت طريقها بثبات وعزيمة من خلال أدائها لأشهر أغاني الرايسة فاطمة تيحيت مقورن وخاصة أغنية:"تلختمتْ تْكَمِي صْبَرْ"وأغنية" أرْبِي أَلْباَزْ إيمودانْ". حيث أطربت برنتها وصوتها جمهورتيميتار،الذي استحسن فكرة عرض أشعار الرايسات الأمازيغيات من الجيل السابق،من خلال ترديد ثلاث رايسات شابات"كلثومة تمازيغت،فاطمة تسعديت،الرايسة تيليلا" مجموعة من الأغاني القديمة لأشهر الرايسات السابقات والمشهورات بسوس ارتبطت أشعارهن وموسيقاهن بالتراث الثقافي الشفوي وبالحياة اليومية في القرية والبادية. وإلى جانب غناء الروايس والرايسات استمتع الجمهورأيضا بفضاء مسرح الهواء الطلق بألحان صامتة من أداء الفنان المتألق في آلة العود إدريس المالومي الذي تجول بمعزوفاته بين الثقافة العربية والأمازيغية والحسانية والأندلسية والغربية حيث انفتح في أدائه الموسيقي المتميز على الموسيقى المغربية في تنوعها وغناها تارة وعلى موسيقى الجازوالبلوز تارة أخرى.. كما أطربت الفنانة الأردنية مكادي نحاس من ريبطوراها الكلاسيكي للموسيقى العربية،وأدت بإتقان رائعتها"آ كابيلا"حيث أضفت عبقا صوفيا على هذه الأغنية مما جعل الجمهور يتفاعل مع هذه المطربة الكبيرة. وفي نفس الإطار،أبدعت خنساء باطمة الوجه البارز للروك المغربي، ألوانا غنائية من ريبطوارمجموعتي لمشاهب وناس الغيوان على اعتبار العلاقة التي تربطها بهاتين المجموعتين الشامختين من جهة أبيها وعمها العضوين المؤسسين لمجموعتي لمشاهب وناس الغيوان. وهكذا أعادت خنساء باطمة هذه الأغاني بطريقتها الخاصة على نمط الروك الإنجليزي،بحيث أدت أغاني من ألبوماتها"مليتك"و"شرق غرب"و"على أبواب الصحراء". وعلى هامش السهرة الأولى لهذه المهرجان الذي يحضره فنانون مغاربة وأجانب من 11 دولة من كل القارات،تتبع جمهور تيميتاربفضاء المعهد الفرنسي مسرحية من إخراج المخرج المقتدر عبد الرزاق الزيتوني حول الراحل عمروي امبارك تحت عنوان"أيتها النحلة،أريد مرافقتك في الطريق". ويعتبرالعرض المسرحي المقدم بحق تكريما فنيا لهذا الفنان الأمازيغي المبدع الذي جدد في الأغنية الأمازيغية لمدة أربعة عقود لحنا وغناءا وكلمة مما جعل المهرجان في نسخته الثانية عشرة يلتفت إليه ويعمل على تكريمه بطريقته الخاصة بعد رحيله طبعا،من خلال هذا العمل المسرحي ومن خلال إعادة طبع ألبومه الجديد.