بحرقة تحدثت إحدى المشتكيات في ملف المتهم توفيق بوعشرين، أمام المحكمة، الجمعة 11 ماي وهي تروي ما عاشته من ظروف رهيبة في مكتب مدير نشر جريدة «أخبار اليوم»... وعندما لم تتمالك الضحية نفسها انخرطت في موجة بكاء جعلت الدموع تنهار على خديها.. ورغم ذلك كانت المشتكية - حسب ما رشح من أخبار عن المواجهة بين المتهم وضحيته - تتمالك نفسها لتروي بتفصيل أليم حكاية اغتصابها من طرف المتهم. وصفت المشتكية نعيمة الحروري المتهم ب «الوحش» و«الهمجي»، الذي قالت إنه كشر عن أنيابه، فلم يعد ذلك الصحافي الذي التقته أول مرة ولدقائق معدودة، عندما انقض عليها فور اختلائه بها.. نزع عن رأسها غطاءه، الذي اعتادت وضعه لمداراة شعرها. ولأن هذه العملية لم تكن باللين أو بالرأفة، وإنما بالعنف، كان لابد أن يترك الغطاء أثره جرحا على عنق الضحية. روت الضحية نعيمة التي كانت تسعى لتمالك نفسها ولَم شتات أفكارها لتصرح أمام المحكمة، أن ما لقيته من الصحافي الذي حالما أحكم إغلاق باب مكتبه، عندما استفرد بها، حتى نزع عنها ثيابها وبادر إلى نزع سرواله، ليقوم باغتصابها بعد أن خارت قواها، فلم تعد قادرة على المقاومة، بعد إن استسلمت لقدرها، أمام من كشف لها عن وجه آخر لم تعهده فيه من قبل.. تبدى لها في لحظة، نزلت عليها كالصاعقة، أو كأنها تعيش مشاهد رعب، أن توفيق الذي كانت تحمل صورة عنه - ربما مغايرة أو مفارقة - تحول إلى وحش بمجرد أن أحكم إغلاق باب مكتبه عليه، وهو برفقة ضحيته...!! حاولت الضحية نعيمة التأكيد أمام المحكمة أنها لم تكن لتفتري على المتهم، أو تتهمه بما لم يقترفه، خاصة أن وضعها كامرأة في المجتمع المغربي، لم يكن ليسمح لها أن تسرد بوجه مكشوف تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي عاشته، إذا لم تكن - فعلا - قد عاشت لحظاته الأليمة التي لم تستطع الأيام أن تمحها من ذاكرتها. ولَم تعدم الضحية السبب الذي يبرر تأخرها في التبليغ عما عاشت فوق كنبة مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم»، خاصة أن "سيف التهديد" بنشر ما ادعى المتهم أنه توثيق لما مارسه عليها، ظل جاثما على نفسيتها. ولأنها خافت من خضوعها لممارسة الابتزاز من المتهم، لأجل الإبقاء على الاستغلال الجنسي لها، كان لابد أن تجهر بما عاشته عندما تم نصحها بعدم السكوت على ما تعرضت له من اعتداء جنسي. أعلنت المشتكية نعيمة الحروري أنها انسانة عصامية أكملت تعليمها لتنال شهادة الماستر بالإصرار، هي التي نالت شهادة البكالوريا "حرة"، لأنها كانت تسعى إلى إثبات ذاتها وتحقيق شخصيتها المستقلة، التي تؤمن بالعلم والدراسة سبيلا لتحقيق المراد.. في مجتمع ينظر نصفه إلى الأنثى كبضاعة قابلة للتملك.