نوه كاتب الدولة في النقل، محمد نجيب بوليف، بعموم المغاربة. ووصفهم بالمبدعين. بوليف، أقر أن المغاربة أبدعوا، ليس فقط في التعليق على تطبيق ذعيرة 25درهما على الراجلين غير المحترمين للممرات المخصصة لهم على الطريق، بل أبدعوا كذلك في خلق ما يُشبه الحملة الإعلانية لإجراء كتابته هذا. وفي هذا السياق، قال محمد نجيب بوليف، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي يومه الجمعة 22 دجنبر 2017، حول الموضوع إن المغاربة «بقدر ما قال المغاربة إن كتابة الدولة لم تقم باللازم من تحسيس وإشهار في ما يهم ممرات الراجلين، فإنهم أبدعوا في التحسيس والتواصل حول الموضوع وهو ما تبدى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. كل ما تم إنجازه من قبل المواطنين يعكس ليس فقط اهتمام المغاربة ولكن أيضا إبداعيتهم»، وذلك، في إشارة منه لردود الفعل والتعليقات على تنوعها واختلافها بين الساخرة والمتهكمة والمستنكرة والمُستغربة والمستفسرة. وأضاف محمد نجيب بوليف أن «المغاربة أبدعوا وهو أمر صحي وجيد من المنظور السوسيولوجي. فالمتلقي وعوض أن يكون طالب معلومة تحول إلى مانحها وصانعها ومروجها وهو ما منح الموضوعان معا بعدا إيجابيا جدا». ويعني كاتب الدولة موضوعي ممر الراجلين وبواقي الصدمات. وكشف محمد نجيب بوليف، في ذات الصدد، أنه فضلا عن اتصالات ممثلي الصحافة والإعلام، فإنه توصل ب« ما لا يقل عن ألف رسالة مستفسرة على صفحاتي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول الموضوع». وفي لقائه الصحافي، نفى محمد نجيب بوليف أن يكون إجراء تطبيق ذعيرة 25درهما على الراجلين المخالفين وعدم احترامهم لممرهم الطرقي، حيث قال «لم نستفق من النوم ذات صباح لنقرر هكذا تطبيق احترام ممرات الراجلين وتطبيق ذعيرة على المخالفين.. هذا الإجراء تمخض عن استيراتيجية و عمل سابق». وأوضح بوليف أن الإجراءان معا، مستمدان من برنامج العمل الخاص بالسلامة الطرقية للفترة الممتدة من 2017إلى 2021، والذي يستهدف تقليص معدل قتلى الطرق بنسبة 25 في المائة. كما يجعل ضمن رهانته الخمسة تقليص عدد وفيات الراجلين. ولفت بوليف إلى أن المغرب نجح في ظرف ال14سنة الأخيرة، من تقليص عدد قتلى الطرق، بالرغم من تضاعف حظيرة العربات. وقال في هذا الصدد « اليوم، بقدر ما تضاعف عدد العربات مرتين بقدر ما انخفض عدد قتلى الطرق». وزاد بوليف مؤكدا« بخلاف ما يُقال، فإن عدد قتلى الطرق عن كل 100ألف مركبة، تراجع من من 200قتيل سنة 2003 إلى أقل من 100قتيل برسم 2017. وهو الانخفاض الذي يناهز الخمسين في المائة». كذلك، أوضح بوليف، أنه في ما يهم المؤشر العالمي، المتصل بوفيات الطرق في 100ألف نسمة، فإن المغرب يُسجل عشر وفيات في حوادث الطرق في كل 100ألف نسمة. وهو ذات الرقم المسجل بالولايات المتحدة مثلا، ولا يجعل المغرب في مصاف الدول الأولى التي تعاني من ارتفاع مهول في وفيات الطرق. بل هو جد متوسط على هذا المستوى بخلاف ما يُروَّج له». ونَبَّهَ محمد نجيب بوليف إلى أن الراجلين هم أبرز ضحايا حوادث السير المميتة والخطيرة. وقال في هذا الصدد إن الراجلين يشكلون سببا من ضمن أهم أسباب حوادث السير. إذ أن هذه الحوادث تهم الراجلين بالأساس بنسبة تتراوح بين 28و30في المائة خلال متوسط خمس سنوات. وذلك، بما يُعادل ثلث مجموع حوادث السير. وشدد بوليف على أن إجراءات السلامة الطرقية، ومن ضمنها فرض احترام ممر الراجلين، ليس اعتباطة بل هي مبنية على إحصائيات. و زاد بوليف موضحا أنها الإحصائيات المستمدة من الاستيراتجية الوطنية، التي تُحدد أفق تقليص حوادث السير في نسبة 50 في المائة في غضون 2026. وكشف بوليف أن عدد الراجلين ضحايا الطرقات يُمثل ألف قتيل من مجموع عدد قتلى الطرق البالغ عددهم حوالي 3600قتيلا سنويا. إذ يُشكل الأطفال الصغار البالغين أقل من 14سنة، نسبة 61في المائة من ضمن مجموع الضحايا بما يُعادل ثلثي فئة الراجلين.