قال محمد بنعبد القادر، وزير اصلاح الوظيفة العمومية، «سأطلب من كل المركزيات النقابية تقديم مذكرات لتطوير نظام الوظيفة العمومية عبر الحقوق والواجبات»، مضيفا أن «هذا الجسم العليل يجب معالجته من الأعلى ، بمعنى أن الانطلاق سيكون من المناصب العليا لفهم طرق اشتغالها وتطويرها». وخاطب محمد بنعبد القادر، في ندوة بمقر الاتحاد المغربي للشغل، اليوم السبت، النقابيين قائلا «دعونا نفكر بهدوء لطرح كثير من اعطاب الادارة وربط المسؤولية بالمحاسبة، وان الادارة المغربية، من خلال القانون الاساسي للوظيفة العمومية، لا تتوفر فيها مفاهيم التقييم وقياس العدالة الاجرية، وان طرح هذه العاهات يحتاج لجرأة بدون خوف من الاصلاح ، وان الوظيفة العمومية ليست موجودة لذاتها، بل لتقديم الخدمة العمومية، وان تجويدها هو قناعة مشتركة بين السياسي والنقابي». وأضاف محمد بنعبد القادر «إن عاهات الادارة المغربية وتشخيصها يعرفها كل المغاربة»، مستحضرا ما قاله الملك محمد السادس عن تضخم التشخيص، منوها الى أن الاجتهاد اليوم يتجه نحو البحث عن الحلول. وقدم الوزير قراءة لجزء من خصائص الادارة المروثة، والذي يحمل مرضا طفوليا، يحمل جينة السلطوية والتدخلية والزبونية ، قبل ان يأتي اصلاح الادارة للحد من تدخلها التعسفي الذي يضرب الجودة، واستشرت الزبونية عبر مراحل، ونما معها الريع. واستطرد الوزير ، خلال مشاركته في افتتاح الندوة المشتركة بين نقابة الاتحاد المغربي للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، حول الجماعات الترابية واصلاح الإدارة :الواقع والآفاق، «أن توفر المعلومة يعد منطلق النقاش الصحي»، وأن حضوره لهذه الندوة يروم تقاسم المعلومة حول إصلاح الادارة، معتبرا أن علاقة المغاربة مع الوظيفة العمومية وجدانية، بالرغم من أن حصتها في كم الشغيلة ليس بنفس الاعتبار الكبير لها. وعدد الوزير تطورات الوظيفة العمومية ، معتبرا ان الوظيفة العمومية ورثها المغاربة عن النموذج الفرنسي، وان الوظيفة العمومية بميكانيزماتها ليست النموذج الوحيد، وان هناك نماذج أرقى للوظيفة العمومية، تتوافر فيها عناصر الاستقرار والكرامة للموظفين ، وتختلف عن هذا النموذج المقدس لدينا. كما اعتبر الوزير أن حضور مسؤول حكومي يعتبر واجبا يندرج في التواصل وتوفير المعلومة عما يعمله في قطاعه، واعتبر ان حضوره لمقر النقابة واجب اضافي بحكم علاقة المسؤولية الحكومية. واعتبر ان تنظيم ندوة من طرف النقابة في يوم عطلة يظهر التزام الفاعل النقابي وانشغاله بالاصلاح، وليس فقط مناسبة للمطالب، كما ان الحضور الحكومي واجب رغم ان لكل قطاع خصوصيته ، لكن مناطق التقاطع متعددة. ميلودي مخاريق الامين العام للاتحاد المغربي قال ان هذه الندوة المشتركة رسالة إلى ان مطمح الوحدة النقابية مبدأ مترسخ لدى نقابته، معتبرا ان مجيء وزير لنشاط نقابي رسالة حميدة للحوار، واعتًبر ورش اصلاح الادارة ورش الجهوية وعلى الفاعلين الترابيين ان يكون على اطلاع بمجريات هذا الورش. من جهته نوه عبد المجيد الفاتيحي الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل بهذا التنسيق النقابي، معتبرا الندوة تدخل في صميم مواكبة قطاع الجماعات المحلية لمآلات النقاش الذي يهم المجال الترابي، ومشروع الاصلاح في الادارة. كما اكد الكاتبين العاميين للجماعات المحلية بالمركزيتين على ضرورة وضع ارضية صلبة للتنسيق النقابي في افق وحدة نقابية، معتبرين ان نقابتيهما منفتحتين على كل الفرقاء بما فيهم وزارة الداخلية التي لم تستقبل النقابيتين.