في إطار زيارة العمل التي قام بها إلى باريس في غضون هذا الأسبوع، استقبل إنجيل غوريا الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمقر المنظمة بباريس، محمد بنعبد القادر، وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، حيث أجرى الجانبان محادثات هامة شملت استعراض مجالات التعاون بين المغرب والمنظمة وآفاق تطوير وتوسيع برامج الشراكة بينهما، خاصة ما يتعلق منها بالحكامة العمومية وما يرتبط بها من إصلاحات هيكلية تخص الإدارة الالكترونية وتعزيز قيم النزاهة ومحاربة الرشوة وتجويد الخدمة العمومية. وفي نفس اليوم التقى محمد بنعبد القادر بمقر المنظمة، رولف ألتر، مدير الحكامة العمومية والتنمية الترابية، وأجرى معه محادثات حول عدد من مشاريع التعاون في مجال إصلاح الإدارة، وتوج الاجتماع بالتوقيع على إعلان مشترك أكد فيه الجانبان على تقوية التعاون في إطار برنامج التعاون الحكامة MENA-OECD من خلال مشروعين اثنين « صوت المواطنة بالمغرب» ثم مشروع « دعم الحكامة المفتوحة والإصلاحات لمكافحة الرشوة من أجل تقوية الثقة في الإدارة بالمغرب». وعبر الطرفان عن قناعتهما المشتركة بأن هذا التعاون الثنائي الذي يحظى بدعم مالي ألماني سيكون له،لا محالة ،وقع إيجابي على الإصلاحات التي يعتزم المغرب إقرارها في مجال إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، وسيقوي قدرات الوزارة كي تتمكن من تنفيذ برامج إصلاح إداري يرتكز على المواطن وتعزيز ثقته في الإدارة. و في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أوضح محمد بنعبد القادر أن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تعتبر المغرب عضوا ملاحظا نشيطا، كما أن حضوره باجتماعاتها في المستوى المطلوب، مؤكدا في نفس الوقت أن المغرب طالب بأن ينتقل من وضع عضو ملاحظ بالمنظمة إلى دولة شريكة. وأشار الوزير إلى أن رئيس منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، قد أعطى تعليماته إلى المتعاونين الأقربين إليه من أجل الشروع في مسطرة الانتقال من وضع عضو ملاحظ إلى دولة شريكة في المنظمة بالنظر إلى وزن المغرب ومشاركته الفاعلة داخل المنظمة وتجربته النموذجية التي يخوضها في الإصلاحات الإدارية التي تعتمد على المواطن كأساس للإصلاح والتي تتماشى والمبادئ والأهداف التي تسعى لها المنظمة من خلال برامج التعاون التي تجمع المغرب والمنظمة. كما تم الاتفاق على تمديد البرنامج القطري 2018-2021 بناء على التقييم الايجابي لتنفيذ المغرب لجميع التزاماته المتعلقة بهذا البرنامج الذي يشكل اتفاقية تعاون مع المنظمة المذكورة، و معلوم أن البرنامج يشمل ثلاث دول من العالم التي ليست عضوا كامل العضوية بالمنظمة، وهي البيرو وكزاخستان ثم المغرب الوحيد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، يقول الوزير محمد بنعبد القادر. ويأتي هذا اللقاء بباريس، بعد عدة لقاءات أجراها وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية محمد بنعبد القادر مع عدد من نظرائه، سواء داخل المغرب أو خارجه، من أجل تقوية التعاون في مجال إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، كان آخرها المباحثات التي أجراها مع وزير المالية والوظيفة العمومية الاسباني.