صورة واحدة لسياسي فرنسي يتناول عشاءه بمطعم مغربي، كانت كفيلة بإثارة موجة من الانتقادات الحادة التي وُجهت لنائب مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، الذي يناهض الهجرة بشكل دائم. ووصف مغردون من أنصار الحزب الموقف بأنه "يصعب ابتلاع" تناول عضو البرلمان الأوروبي فلوريان فيليبوت، برفقة زملاء من "الجبهة الوطنية" طعام الكُسْكُس، معتبرين إياه "طعاماً غير وطني". ونُشِرت صورة التُقطت بمطعم يقع في مدينة ستراسبورغ الشرقية على تويتر من قِبَل كيلي بيتيش، إحدى ناشطات الحزب.
ويؤكد الخلاف –الذي أُطلق عليه هاشتاغ #CouscousGate (فضيحة الكُسكُس) على شبكات التواصل الاجتماعي– الانشقاق المتزايد داخل حزب اليمين المتطرف المناهض للهجرة، وهو ما يمكن كذلك أن يُضعف من قيادة لوبان، بعد 4 أشهر من هزيمتها في الانتخابات الرئاسية، بحسب صحيفة التلغراف البريطانية. وأثارت هذه الصورة غضب العديد من أنصار الحزب، خاصة هؤلاء المعارضين للجهود التي يبذلها فيليبوت، المثلي بشكل علني، من أجل إعادة هيكلة الحزب وإبعاده عن ماضيه المناهض للسامية. ودعت إحدى التغريدات إلى طرد فيليبوت، (35 عاماً)، ورفقائه، قائلةً: "عندما يُطاح بك خارج حزب الجبهة الوطنية، سنتناول وجبة تشوكروتي اللذيذة [النسخة الفرنسية من الطبق الألماني مخلل الملفوف وأحد الأطباق الخاصة في ستراسبورغ]؛ لكي نحتفل وليس الكُسْكُس". وسخر آخر: "آمل أنها كانت حلالاً!" وقال ثالث: "إنهم يتصدون رسمياً للعولمة، والتوحيد المعياري إلخ، ويدافعون عن المناطق المحلية! يا لها من مزحة كبيرة!". وردّ فيليبوت، الذي غالباً ما مثّل هدفاً لأكثر أنصار الحزب تطرفاً، بإدانته هذا الانتقاد على أنه "أحمق إلى حدٍ بعيد" و"سامٌّ" بالنسبة ل"الجبهة الوطنية". وفي الوقت الحالي، تواجه ابنة مؤسس حزب الجبهة الوطنية، جان ماري لوبان، التي لم يعارضها أحد من قبلُ وأيدها المناصرون، سخطاً متزايداً داخل صفوف الحزب اليميني المتطرف.