أثار إنتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية ردود فعل متباينة على المستوى الدولي، وفي الوقت الذي قوبل فيه هذا الفوز بذهول العديدين وتخوفهم، استقبل إنتخاب الرئيس 45 لأمريكا بفرحة عارمة، ليس وسط أنصاره بأمريكا فقط، بل حتى من يشاركونه جزءا من قناعاته، خاصة في القارة الأوربية. وبعد إعلان النتائج النهاية والإعلان الرسمي عن كون ترامب سيكون هو الرئيس ال45 للولايات المتحدةالأمريكية، خرج زعماء اليمين المتطرف في أوروبا ليهنؤوا الرئيس الجديد والذي يرون فوزه بمثابة فوز لهم أيضا، ويمهد لهم الطريق في انتظار حلول دورهم. وفي تدوينة لها على موقع تويتر، هنأت مارين لوبين، زعيمة حزب "الجبهة الشعبية" الفرنسي الرئيس الأمريكي الجديد على فوزه، وكتبت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي "هنيئا للرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية،وللشعب الأمريكي الحر". أما ماتيو سالفيني، زعيم حزب "رابطة الشمال" المتطرف في إيطاليا، فقد اعتبر فوز ترامب "ضربة قوية للعولمة وفوز للشعب وللشجاعة، والعزة..في مواجهة الأبناك والمضاربين والمغنيين والصحفيين واستطلاعات الرأي.."، الزعيم اليميني الذي تحدث لراديو "بادانيا"، لم يخفِ فرحه بالفوز، كما أكد على أن الدور الآن على إيطاليا والدول الأوربية. "سالفيني" نشر على صفحته الفيسبوكية صورة له رفقة الرئيس الأمريكي الجديد، تعود لأشهر خلت حين زاره في أمريكا، كما نشر إلى جانبها صورة بالأبيض والأسود للرئيس الأمريكي أوباما برفقة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينسي، في إشارة إلى أن عهد رينسي بإيطاليا قد ولّى كما ولّى عهد أوباما بأمريكا. من جهته، علق اليميني الهولندي "خيرت فيلدرز"، في تدوينة له على موقع تويتر، على فوز دونالد ترامب بالإنتخابات الأمريكية، معتبرا هذا الفوز بمثابة "إسترجاع الشعب الأمريكي لبلده، وهكذا سنفعل نحن أيضا..". من جهة أخرى، وصفت أورسولا فون دير ،ليين وزيرة الدفاع الألمانية وحليفة المستشارة أنجيلا ميركل، النتيجة بأنها "صدمة هائلة"، متسائلة عما إذا كانت هذه النتيجة تمثل نهاية عصر "السلام الأمريكي" الذي ساد العلاقات الدولية منذ الحرب العالمية الثانية. وتعهد جان مارك أيرو، وزير الخارجية الفرنسية العمل مع ترامب، لكنه أشار إلى أن شخصيته "تثير تساؤلات"، وأقر بأنه غير واثق كيف يمكن أن تؤثر رئاسة ترامب على التحديات السياسة الخارجية الرئيسية بدءا من التغير المناخي والاتفاق النووي بين الغرب وإيران وحتى الحرب في سوريا. وقال كارل بلدت، وزير خارجية السويد السابق على تويتر "يبدو أن هذا العام سيكون عام كارثة مزدوجة على الغرب"، في إشارة إلى موافقة البريطانيين على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إضافة إلى فوز ترامب. وأضاف قائلا "اربطوا الأحزمة". في الوقت نفسه رحب اليمينيون من استراليا إلى فرنسا بالنتيجة، واعتبروها ضربة موجعة للمؤسسة السياسية. وقال فلوريان فيليبوت، وهو مسؤول بارز في الجبهة الوطنية في فرنسا على تويتر، "عالمهم يتداعى وعالمنا ينهض". في حين قال جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا، ووالد مارين زعيمته الحالية "اليوم الولاياتالمتحدة وغدا فرنسا." كما اعتبرت بياتريس فون ستورش نائبة رئيسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" المناهض للهجرة إن "نصر دونالد ترامب هو إشارة على أن المواطنين في العالم الغربي يريدون تغييرا واضحا في السياسة." وعبر ترامب خلال حملته الانتخابية عن تقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشكك في المبادئ الأساسية لحلف شمال الأطلسي واقترح أن يتاح لشعبي اليابان وكوريا الجنوبية تطوير أسلحة نووية لتحمل عبء الدفاع عن بلديهما. كما تعهد ترامب بإلغاء اتفاقية دولية بشأن التغير المناخي أبرمتها الدول الغربية في باريس في العام الماضي، والتفاوض من جديد على شروط الاتفاق النووي بين طهران والغرب. غير أن كثيرا من الحكومات الغربية تبدو غير متأكدة مما إذا كان ترامب – رجل الأعمال الذي جمع ثروة هائلة من العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق الذي لا يتمتع بأي خبرة حكومية- سينفذ تعهدات حملته التي قد يقلب بعضها النظام العالمي لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية رأسا على عقب. وقال نوربرت روتجن الحليف المحافظ لميركل ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني للإذاعة الألمانية "نحن ندرك الآن أننا لا نملك أدنى فكرة عما سيفعله هذا الرئيس الأمريكي إذا ما دخل صوت الغضب إلى البيت الأبيض وإذا ما بات صوت الغصب أقوى رجل في العالم."