فاز الملياردير الأمريكي، دونالد ترامب، الذي لا يملك أي خبرة سياسية الأربعاء، في الانتخابات الرئاسية، في "زلزال سياسي"، وفق ما وصفته الصحف والمواقع الأمريكية في تغطيتها. وحصد ترامب 274 من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 218 لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وقالت "سي أن أن" الأمريكية إن كلينتون اتصلت بترامب لتقر بالهزيمة، وأعلنت حملة الملياردير الأمريكي فوزه بالانتخابات. وأكد ترامب أمام مناصريه في أول كلمة له بعد ضمان فوزه بالمنصب الرئاسي، أن كلينتون اتصلت به لتقر بالهزيمة، وللتهنئة بالفوز. وتعهد ترامب بأن يكون "رئيسا لعموم الشعب الأمريكي"، مضيفا: "سأتواصل مع من لم يصوتوا لي"، وفق قوله. وأضاف: "قضيت حياني كلها لإخراج أفضل ما لدي من إمكانيات وسأفعل ذلك من أجل أمريكا". وشكر ترامب جميع من صوت له، ومن قام بدعمه، ولمن قاد حملته الانتخابية، إلى جانب عائلته. وفي معرض حديثه، قال وسط هتاف مناصريه، سنجعل هذه الأمة أمة عظيمة مرة أخرى، ولن نقبل بأي شيء من الآن وصاعدا، وسنرجع قدراتنا مرة أخرى". وكان من بين أول المهنئين زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبن، إذ وجهت صباح الأربعاء في تغريدة على "تويتر"، "التهاني للرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب، والشعب الأمريكي الحر". وعبرت زعيمة "الجبهة الوطنية" تأييدها "لأي شخص باستثناء هيلاري كلينتون" لتولي الرئاسة الأمريكية. ومارين لوبن مرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017. وفي مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، قالت لوبن لشبكة "سي أن أن" إنها تجد نقاطا مشتركة بينها وبين ترامب، موضحة: "نحن لا نشارك في النظام، ولا نعتمد على أحد، ولا نتلقى أوامر من مؤسسة مالية أو أصحاب مصالح من شركات متعددة الجنسيات". وقال: "أريد أن أقول للعالم إننا في الوقت الذي سنضع فيه مصالحنا في المرتبة الأولى، سنسعى أيا لإيجاد قاسم مشترك مع كل البلدان"، مضيفا: "سنتعامل بعدالة مع الحميع ولن نسعى للعداء والصراع". ويأتي ذلك بعد ثماني سنوات على انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود، الذي أثار موجة آمال كبرى في جميع أنحاء البلاد، ليفوز المرشح الجمهوري الشعبوي (70 عاما) الذي طالته فضائح جنسية، ويعبر عن مواقف معادية للأجانب، على الديموقراطية هيلاري كلينتون، التي كانت تأمل في أن تصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في الولاياتالمتحدة. وقام بحملة انتخابية على أساس أنه دخيل على السياسة، مصمم على مكافحة فساد النخب السياسية في واشنطن التي "استنزفت البلاد". ووعد بأن يعيد "إلى أمريكا عظمتها" شعاره الثابت، وحمايتها من الخارج. وهذا الملياردير الذي لا يمكن توقع سلوكه، وعد الاثنين بنتيجة "أقوى من بريكست بثلاث مرات"، في إشارة إلى المفاجأة التي فجرها تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي. وطوال حملته، حاول استمالة قاعدة ناخبة متواضعة تشعر بأنها مهمشة لمواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية، معتبرا أنها ترسم مستقبلا قاتما. وهذا التطور المثير للصدمة يأتي في ختام 18 شهرا من حملة انتخابية حادة أدت إلى انقسام شديد في الولاياتالمتحدة، وفاجأت العالم بمدى ابتذالها وضرواتها. وتبقى اقتراحاته غامضة في عدد من الملفات مثل السياسة الخارجية. كما أنها تثير القلق في ملفات أخرى مثل الاقتصاد. وأدى احتمال فوز ترامب بالرئاسة إلى هزة قوية في الأسواق، حيث تراجع الدولار، فيما سارع المستثمرون إلى اللجوء للذهب وسندات الخزينة التي تعدّ أقل مجازفة. وطوال الأمسية الانتخابية، كانت الطريق إلى البيت الأبيض تضيق أمام هيلاري كلينتون، رغم أنها كانت تعدّ الأوفر حظا بالفوز في استطلاعات الرأي. وحتى الآن، كانت الانتخابات معلقة على نتائج حفنة من الولايات الصغيرة مثل ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا ونيوهامشير. وقد فاز ترامب خصوصا في فلوريدا وكارولاينا الشمالية وأوهايو وإيوا أيضا، وكلها ولايات أساسية. ويتابع الأمريكيون ومعهم العالم باهتمام كبير النتائج التي تصدر عن كل ولاية، ولم يتبق سوى عدد قليل منها: ميشيغن وويسكونسين وبنسلفانيا ونيوهامشير. وفي مؤشر إلى أن الثقة في معسكر ترامب كبيرة جدا، وضع قطب العقارات في تغريدة على "تويتر" صورة له مع مرشحه لمنصب نائب الرئيس نايك بنس وفريقه وعائلته وهم يتابعون النتائج من برج ترامب الكبير في مانهاتن. من جانب آخر، فازت كلينتون بولاية نيفادا التي تعدّ من الولايات الأساسية. "البلاد تريد التغيير" وقال بريندون بينا (22 عاما) المؤيد لترامب "أعتقد أننا سنفوز!". وأضاف الشاب الذي كان في فندق في نيويورك وعد فريق ترامب بإقامة "احتفال النصر" فيه: "كنت واثقا من الفوز، وأعتقد أن دونالد ترامب رجل ذكي جدا". من جهته، صرح غلين روتي (54 عاما) "غير معقول! اعتقد انه سيذهب حتى النهاية". وأضاف أن "البلاد تريد التغيير". ويشير مقياس وضعته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن احتمال وصول ترامب إلى البيت الأبيض يزيد عن تسعين في المئة. في المقابل، تبدو الوجوه مكفهرة في معسكر كلينتون (69 عاما) التي كانت تأمل في أن تكون أول سيدة تتولى الرئاسة، خلال السهرة الانتخابية. وكانت أصوات صحفيي شبكتي "سي أن أن" و"سي بي أس" في بث على شاشات عملاقة، تسمع في القاعة وسط صمت غريب. . ودعي اكثر من مئتي ناخب أمريكي إلى التصويت الثلاثاء لاختيار رئيس خلفا لباراك أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير بعد ثماني سنوات في السلطة. وكان انتخاب أوباما في العام 2008 اثار آمالا ببلاد متحدة اكثر، لكن حملة عام 2016 أحدثت انقساما شديدا. وكانت كلينتون تراهن على الأقليات وشريحة الشباب والناخبين البيض الحائزين شهادات جامعية والنساء اللواتي يشكلن غالبية قاعدتها الناخبة (حوالي 52% خلال انتخابات رئاسية سابقة).