أطلق الموقع المالي للدار البيضاء «كازا فينانس سيتي أوتوريتي»، مبادرة بيئية بالدارالبيضاء، انسجاما مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة. وأسست «كازا فينانس سيتي أوتوريتي» برنامجها البيئي، اعتمادا على مبادئ مبادرة برنامج الأممالمتحدة المعروفة بإسم «الأثر الأيجابي»، حيث تشكل هذه المبادئ إطارا للتحليل المالي، يهدف إلى إشراك القطاع المالي الخاص في تمويل التنمية المستدامة. وتقترح المبادى الأربعة لهذا البرنامج الأممي، الذي تم إطلاقه في يناير الماضي بباريس، إطارا تقوم فلسفته على المفهوم المالي ذي الأثر الإيجابي، والذي من شأنه أن يساهم إيجابيا في واحدة أو أكثر من رافعات التنمية المستدامة، في حالة تم التعرف والأخذ بعين الاعتبار بالجوانب الثلاثة السلبية. ويتمثل الجانب الجديد في هذه المبادئ، في مقاربتها الشفافة التي من شأنها أن تلبي حاجيات المستثمرين. وشكلت هذه المبادئ ورقة عمل لوثيقة الأثر الإيجابي، التي تم نشرها من طرف برنامج الأممالمتحدة للبيئة سنة 2015، حيث سيتيح هذا البرنامج للمؤسسات المالية، ليس فقط وضع منتوجات وخدمات ذات إثر إيجابي، بل أيضا سيوفر لها الوسائل لفتح حوار جديد مع المتعاملين معهم، سواء كانوا زبناء أو مؤسسات عمومية. وحسب إيريك إيشر، مدير برنامج الأممالمتحدة للبيئة ، فإن أهداف المبادرة التي تسعى لوضع أسس التنمية المستدامة، تتمثل أساسا في القضاء على الفقر ومحاربة التغيرات المناخية وحماية البيئة، وهو البرنامج الذي سيكلف سنويا مابين 5 و7 مليار دولار في أفق تحقيقه سنة 2030. ولتحقيق هذه الغاية، أصبح القطاع المالي مطالب بالتوفر على إطار تحليلي متكامل، حيث أوضح إبراهيم بنجلون التويمي، المدير العام التنفيذي لمجموعة BMCE Bank of Africa، أثناء إطلاق هذه المبادرة «أن حاجيات الاستثمارات المرتبطة بهذا المجال، والتي تهم نسبة كبيرة منها الدول النامية، وبالخصوص القارة الإفريقية، تفرض مشاركة واسعة وأساسية للقطاع البنكي بالقارة. وأن هذه المبادى تتيح فرصة ملائمة ونحن نعبر عن التزام المجموعة في هذا السياق». كما صرح دونيس شيلدز، رئيس مباردة التمويل الإيجابي أنه «إلى جانب التحليل المعمق الذي سيتيحه لنا التطبيق البراكماتي لمبادئ المبادرة، فإنها أيضا تمنح أرضية مثالية لتطوير الشراكة بين القطاعات المالية، والحكومات والقطاع الخاص الصناعي والتجاري والمستثمرين». وستتواصل هذه المبادرة في إفريقيا، إذ بعد الدارالبيضاء، سيتم إطلاق ثان بجوهانسبورغ في نوفمبر 2017. وصرح سعيد الإبراهيمي المدير العام للقطب المالي للدار البيضاء "كازابلانكا فاينانس سيتي"، بهذه المناسبة، أن « إدارة القطب سعيدة باستقبال برنامج الأممالمتحدة للبيئة بالدارالبيضاء من أجل الإطلاق الإفريقي لمبادئ المالية ذات الأثر الإيجابي، والتي تمنح إطارا مؤسسيا مناسبا للتحول نحو إقتصاد منخفض الكاربون، كما أنه يشجع على الحوار بين الفاعلين الخواص والعموميين عبر العالم، وأن هذا هو أمنية القطب المالي للدارالبيضاءو باعتباره أرضية مالية خضراء تعمل في خدمة القارة الإفريقية، وتساهم في توجيه الوسائل الضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة».