دعا خبراء ومهنيو السينما، اليوم السبت بطنجة، إلى تعزيز الرؤية السينمائية ومواكبة التقدم التكنولوجي ودعم التمويل من أجل وضع حد لتناقص عدد مرتادي القاعات السينمائية وإعادة استقطاب الجمهور. وطالب مهنيو الفن السابع، خلال ندوة حول "نحو إعادة استقطاب الجمهور .. رهان وطني" تم تنظيمها على هامش الدورة ال18 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بخلق علاقات جديدة بين الإنتاج والاستغلال، وتعزيز التآزر بين جميع الأطراف المشاركة في نشر الثقافة السينمائية والسمعية البصرية، وإحداث شاشات وفضاءات جديدة للحد من تقلص حظيرة القاعات السينمائية. ودعوا، أيضا، إلى تبني وتحسين منظومة الدعم من أجل ربح رهان عودة الجمهور لقاعات السينما، مبرزين أهمية القيام بحملات تحسيسية بمختلف جهات المملكة من أجل الترويج للسينما والسمعي البصري كأحد روافد التنمية الجهوية، ودعم التمويلات اللازمة لنشر وترويج الثقافة السينمائية. كما أكدوا على تعزيز مشاركة الفاعلين الرقميين في الإنتاج والتوزيع ونشر السينما والسمعي البصري، وجعل التربية على الصورة كأولوية لتربية الناشئة. وفي هذا الإطار، عزا الناقد السينمائي عمر بلخمار تضاؤل إقبال الجمهور المغربي على القاعات السينمائية إلى عدة عوامل منها، على الخصوص، الثورة التكنولوجية، وعدم نشر ثقافة السينما والفن لدى الأجيال الصاعدة، وعدم كفاية الأندية السينمائية وقلة أعضائها، وتنامي عمليات قرصنة الأفلام، وغياب قاعات سينمائية تابعة للجماعات المحلية. واعتبر أن تعزيز الدعم ورقمنة القاعات السينمائية غير كافيتين لاستعادة الجمهور، داعيا إلى تعزيز الأمن بداخل وحول القاعات السينمائية، ومواكبة التقدم التكنولوجي، ودعم عمليات التوزيع والاشهار لمواجهة التحديات. من جانبه، انتقد نور الدين عيوش، فاعل جمعوي ومسرحي، "الإجراءات الإدارية المعقدة وعدم وجود تدابير ملموسة وهيكلية لدعم صناعة السينما الوطنية"، مشددا على ضرورة مواصلة الدعم العمومي ومشاركة الجماعات المحلية لتعزيز الإشعاع الثقافي بشكل عام والسينما بشكل خاص. وفي هذا السياق، دعا عيوش إلى تعزيز وضوح الرؤية في مجال إنتاج الأفلام السينمائية والاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال من أجل تعزيز وجود الفيلم المغربي دوليا. من جهته، أكد محمد العيادي، مالك قاعة سينمائية، على ضرورة إعادة النظر في النموذج الاقتصادي واعتماد استراتيجية طويلة الأمد قادرة على إحياء صناعة السينما الوطنية وكسب جمهور هواة الفن السابع. ويروم هذا المهرجان، الذي يتم تنظيمه تحت الرعاية الملكية، إلى إبراز الإنتاج السينمائي المغربي، وتعزيز التبادل بين المهنيين وعشاق السينما. وسيتم إلى غاية 11 مارس الجاري عرض ما مجموعه 30 فيلما لمخرجين مغاربة من مختلف الأجيال، في إطار المسابقة الرسمية للفيلم الطويل والفيلم القصير خلال هذا المهرجان الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي بتعاون مع الغرف المهنية للقطاع. ويتنافس 15 فيلما في فئة الأفلام الطويلة وعدد مماثل في فئة الأفلام القصيرة للفوز بإحدى الجوائز التي يتم منحها لأفضل الإنتاجات السينمائية الوطنية. ويترأس الجامعي والكاتب فؤاد العروي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، بينما يترأس المخرج محمد أولاد محند لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة. ويتضمن برنامج الدورة 18 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بالإضافة إلى مسابقتي الأفلام الطويلة والقصيرة، عدة لقاءات صحافية، وندوات حول القضايا المتعلقة بالفن السابع، واستعراض الحصيلة السينمائية بالمغرب، فضلا عن مناقشات وأنشطة موازية.