تحتضن سينما روكسي بمدينة طنجة مساء يومه الجمعة، حفل افتتاح فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم، الذي يسهر على تنظيمه المركز السينمائي المغربي. وتشتمل هذه الدورة -التي تمتد إلى التاسع والعشرين يناير- عرض تسعة عشر شريطا سينمائيا طويلا وكذا تسعة عشر شريطا قصيرا، ضمن المسابقة الرسمية. والملاحظ أن النسبة العددية للأشرطة المتبارية، تتميز خلال هذه الدورة بارتفاع، ينم عن أن حصيلة الإنتاج السينمائي ببلادنا، ما فتئت تعرف تناميا كميا، سنة بعد أخرى. والفضل في ذلك يرجع إلى سياسة الدعم التي تنهجها الدولة على هذا الصعيد. ولا شك أن المسؤولين عن الميدان السينمائي المغربي، واعون بأن حصيلة الإنتاج تتطلب بالموازاة مع ذلك، العناية بقاعات العرض، ولا أدل على ذلك، النقاش المفتوح حول مشروع إنشاء مركبات سينمائية، متعددة المرافق، بشكل يوازي التحولات التي يشهدها مجتمعنا، من خلال التفاعل مع الثورة التكنولوجية، وما يترتب عنها من عادات وسلوكات جديدة، تترجم جودة العيش. وتتجلى قيمة تظاهرة ثقافية، من مستوى المهرجان الوطني للفيلم، الذي تحتضنه طنجة بشكل سنوي، على غرار مهرجانات سينمائية مغربية أخرى، سواء ذات البعد الوطني أو الدولي، تتجلى قيمتها في الحركية التي تخلقها، والتي تمتد إلى مختلف مناحي الحياة اليومية لمجتمعنا ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسوى ذلك من ضروريات العيش. ولعل أبرز مثال على الانعكاسات الإيجابية للتظاهرات الثقافية التي يحتضنها بلدنا، المرتبة المشرفة عالميا التي بات يحتلها، على الصعيد السياحي، علما بأن الثقافة والفن، يعد رمزا للانفتاح والتعايش والسلم والتحضر. ومن خلال القيام بجرد للأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، يتبين أن هناك مؤشرات على حدة المنافسة بينها، وبالتالي الصعوبة الشديدة التي ستواجهها لجنة التحكيم في ما يخص البت في النتائج، علما بأن العديد من تلك الأعمال، سبق لها أن توجت في عدة محافل وطنية ودولية. وقد وقع الاختيار على رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أحمد الغزالي، لترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل، فيما أسندت رئاسة لجنة مسابقة الفيلم القصير للمخرج محمد مفتكر. وبالإضافة إلى عرض أفلام المسابقة الرسمية، ستشهد هذه الدورة، كما هو معهود، برمجة ما يسمى بانوراما السينما المغربية، التي تعكس نماذج مختلفة من الأفلام السينمائية المغربية التي أنتجت في فترات متباينة، كما أن هناك فقرة خاصة بعرض أفلام ذات بعد تربوي بالأساس، لفائدة نزلاء السجون والخيريات. ومن بين الفضاءات التي ستحتضن عروض هذا المهرجان: سينما روكسي، الخزانة السينمائية، سينما طارق، دار الشباب حسونة،مسرح محمد الحداد، الجمعية الخيرية للا حسناء، السجن المدني.