لم تكن ليلة عادية ، اجتمع فيها ابناء مدينة سطات يوم الجمعة 3 فبراير 2017 بالمركب الثقافي لإحياء سهرة غيوانية، امتزجت فيها آلات الهجهوج،البانجو،الماندولين والآلات الإيقاعية،وقعتها أيادي أعضاء مجموعتي لوشام وأولاد الحوامة،لتعطي دفء ساحرا،غيب برودة الجو الذي خيم على عاصمة الشاوية،وجعلت من الفضاء التابع للمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة قبلة لعشاق أغاني المجموعات والمولوعين بمجموعات الغيوان،لمشاهب،السهام ولرصاد،الذين حجوا بكثافة لتشجيع هذه الطاقات الشابة المحافظة على التراث المغربي الأصيل.
حضور الفنان عبد القادر الركيك،زاد بهاء ورونقا للسهرة،وكانت كلماته لتقديم الفقرات شاعرية ،امتزج فيها النثر والفصيح والجمل الموزونة والصوت الجهوري،تلمست احاسيس الجمهور الحاضر،واعطته حماسا مضافا لاستقبال المجموعات الموسيقية التي تغنت بريبرتوار ناس الغيوان ولمشاهب والسهام ولرصاد. أصوات جميلة قلدت رواد أغاني المجموعات، كالعربي ومحمد باطما والسوسدي، عمر السيد، حمادة،الشريف ،علال وأخرين. تخلل هذا العرس الغيواني فقرات تنشيطية وقعها الفنان سعيد شراكة وتكريم الفنان عبد الله تاكيوين،أحد مؤسسي مجموعة لوشام خلال بداية التسعينات، و التي ارتبط اسمها بشخصيات فنية بارزة أمثال قشبال و زروال، المخرج حسن بنجلون، عائشة ساجد، الفنان الكوميدي الخياري . وكان لهذه السهرة وقع إيجابي على الجمهور الحاضر، إذ تعد الأولى من نوعها التي تعنى بأغاني المجموعات،أعطت دليلا واضحا على أن مدينة سطات تزخر بالطاقات الشابة التي تعشق الفن بصفة عامة والموسيقى على الخصوص. تضافر جهود هؤلاء الشباب ساهم بشكل كبير في إخراج هذه السهرة بدعم من المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، رغم الإمكانات المادية المحدودة لذى منظمين هذه السهرة الكبرى،في غياب تدخل مؤسسات اخرى للرفع من المنتوج الثقافي، الموسيقي، المسرحي والسينمائي.