«قنطرة المحسنين».. هي التسمية التي قرر سكان ثلاثة دواوير من جماعة أيت سدرات الغربية نواحي قلعة مكونة باقليم تنغير، إطلاقها على مشروع جماعي، تمثل في بناء قنطرة لوصل شرايين الحياة لثلاثة دواوير هي دوار «علقمت»، ودوار «أيت حمودن»، ودوار «زيت ودار». فبعد أن ملوا من الوعود الكاذبة ومن الانتظار الطويل، بأن تتحرك الجهات المسؤولة لالتفات إلى مطالب فك طوق العزلة عنهم، قام السكان بتشييد القنطرة بطول 65 مترا وبعرض 2,5 متر وبعلو ثلاثة أمتار من أموالهم الخاصة، وبمساعدة المحسنين من أبناء المنطقة خاصة الميسورين. القنطرة المشيدة بمعايير تقنية جيدة، سوف تفك العزلة عن ساكنة الدواوير الثلاثة، وستمكن من مرور السيارات والشاحنات الصغيرة ومن مرور أبناء الدواوير المذكورة، والتنقل لمتابعة دراستهم بالمدرسة المتواجدة في الضفة الأخرى من الوادي. ومادام الأمر قد تطلب منهم مجهودا، وشهورا من العمل المتواصل وحتى لا تضيع المجهودات، والتضحيات المبذولة قرر السكان إطلاق اسم «قنطرة المحسنين» على هذه المنشأة الطرقية، وهي تترجم بذلك قيم التضامن والرغبة الت تطبع سكان الجنوب الشرقي، وهي رسالة إلى من يهمه الأمر حول التهميش الذي تتخبط فيه المنطقة، والإهمال الذي يطبع مطالبهم الاجتماعية من لدن المسؤولين. وحتى لا يضيع كذلك هذا الحدث غير المسبوق في حياة ساكنة الدواوير، فقد أقام السكان وجبة عبارة عن معروف، لترجمة هذا المشروع على أرض الواقع، وترسيخ قيم ظلت تشكل شريان الحياة بين القاطنين بهذه الدواوير. الخطوة التي اعتبرها عدد من القاطنين رسالة واضحة إلى المسؤولين المحليين وعلى مستوى المركز، للتعبير عن غضبهم من الطريقة التي يتم بها تدبير شؤونهم. والتجاوب مع مصالبهم الملحة وفي مقدمتها فك العزلة، وتوفير البنيات والتجهيزات الأساسية، وترجمة شعارات التنمية وتأهيل العالم القروي وساكنته. فهل ستشكل قنطرة المحسنين بداية لظهور طريق أو مستوصف.. أو مركب سيشيده المحسنين بدل المنتخبين؟