دعا فاعلون في التراث الثقافي ومنتخبون محليون، أمس الجمعة بمدينة آسا، إلى إدراج موسم وزاوية آسا ضمن التراث الوطني اللامادي. وأكد المشاركون، في لقاء تناظري تأسيسي لمسار تصنيف موسم وزاوية آسا ضمن السجل التراثي الوطني، أن من شأن هذا التصنيف أن يشكل رافعة للتنمية بإقليم آسا وجهة كلميم واد نون ككل، وعاملا مساعدا على تثمين الخصوصية التاريخية والحضارية لهذا الإقليم، وكذا انفتاح هذه الزاوية على محيطهما الجهوي والوطني والدولي. ومن أجل تحقيق هذه المبادرة، أوصى المشاركون خلال هذا اللقاء، بإحداث هيئة علمية تحت اسم "مؤسسة زاوية آسا للتنمية والفكر والتراث" ستكون حاملة لمشروع الاعتراف بموسم وزاوية آسا تراثا لاماديا وطنيا، وتتكون من أطر وباحثين وأساتذة جامعيين وفاعلين اجتماعيين ومدنيين، داعين إلى العمل على توفير الإمكانيات الضرورية لإنجاح مهام هذه الهيئة بعد استكمال الإجراءات المسطرية والقانونية والإدارية الخاصة بهذا التصنيف. واستحضر المشاركون، بالمناسبة، الإرث التاريخي والحضاري لمدينة أسا وزاويتها كإرث ضارب بجذوره في عمق إفريقيا والوطن العربي والإسلامي، وكذا إشعاع هذه الزاوية الديني والحضاري والتجاري عبر التاريخ، والتي كانت تشكل نقطة التقاء بين أهل الدعوة والدين والمعرفة في الدفاع عن القيم الوطنية والإنسانية النبيلة ونشر العلوم الشرعية واللغوية، ونصرة الحق والتسامح وفعل الخير بين الناس. ويسعى المنظمون لفعاليات الموسم الديني السنوي (ملكى الصالحين) لزاوية آسا، الذي ينظمه المجلس الإقليمي لآسا الزاك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار "ربط الحاضر بالماضي استشراف للمستقبل"، إلى إبراز مظاهر احتفال القبائل الصحراوية المغربية بذكرى المولد النبوي الشريف من خلال أنشطة الذكر والمديح والإنشاد الديني. ويتضمن برنامج الموسم الديني، الذي يستمر إلى غاية 12 دجنبر الجاري، أمسيات في فني المديح والسماع، ومسابقات في حفظ القرآن الكريم وقصائد المدح، وعروض في الفروسية والهجن. كما يتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي تنظم فقراتها بمقر زاوية آسا وقاعة البلدية وساحة محمد السادس وساحة الفروسية وملعب دار الشباب، تنظيم ندوتين علميتين حول موضوع "موسم زاوية آسا إشعاع تاريخي وعلمي وغنى تراثي لامادي متجذر ومتجدد"، و"ملتقى الصالحين .. الحضور الصوفي المغربي في إفريقيا من خلال الزاوية الدينية".