إن مرد الاحتفال الدائم بموسم زاوية أسا هو أن المقوم الأساسي الذي التفتت حوله قبيلة ايتوسى هو الزاوية، بدليل أن جميع من تحدث عن أسا تحدث عن زاويتها، و لذلك ليس غريبا أن يكون هذا الوفاء للاحتفال بالموسم بالنسبة للإقليم، فهو عريق وقديم جدا، لان تأسيس الزاوية يعود إلى بدايات الدولة المغربية منذ نهاية عصر الموحدين، لذلك ليس عجبا إطلاقا أن يتم الاحتفاظ الدائم بهذا التراث الذي يعتبر تراثا رمزيا وانسانيا ضاربا في التاريخ. وسعيا إلى تعزيز هذا التراث في بعده الديني والثقافي والإنساني، في منطقة تعج بتمازج الثقافات وتعد رابطا حضاريا للتراث الإنساني اللامادي، تنظم جمعية زاوية أسا مهرجانها السنوي تحت شعار “أسا بين الهوية المحلية والانفتاح على الثقافات”، وذلك من 20 إلى 24 يناير 2013، تعزيزا للاستمرارية في المحافظة على التراث الحساني في بعده الديني و الثقافي. ويتضمن برنامج نسخة هذه السنة العديد من الفقرات تمتزج بين المحلي والوطني تتخذ من زاوية أسا منطلقا للشعائر التي عرفتها المنطقة طيلة عقود. فتعزيزا للطابع الديني التراثي لموسم زاوية أسا، سيشمل البرنامج تنظيم أمسيات ليالي المديح و السماع في الموسيقى الروحية بمقر الزاوية بمشاركة فرقة “ابن عربي” من جمهورية مصر بالإضافة إلى فرق وطنية و محلية. كما سيكون لجمهور و زوار مدينة أسا موعدا مع أيام معرض الصناعة التقليدية و المنتوجات الفلاحية كبوابة يطل منها الصانع التقليدي المحلي لتبيان ما تزخر به المنطقة من تراث محلي متعدد الروافد. السباق الدولي على الطريق “راح فضيلي” تقليد سنوي دأبت عليه جمعية مهرجان أسا أن يكون فقرة قارة تتميز بها مدينة أسا، السباق الذي يعرف سنة بعد أخرى نجاحا كبيرا، يتميز بحضور عدائين عالمين من مختلف الجنسيات، حيث كانت النسخة الماضية من نصيب الإثيوبي جبري جرماي والمغربية مريم المعاشي. التراث الحساني في شقه الإبداعي و الغناء، موعد قار بموسم زاوية أسا حيث الكلمة و الموسيقى الحسانية التي تمتزج بالإبداع الشعري في خيمة الشعر، فقرة فنيه يلتقي فيها الشعراء في التراث الحساني للتغني و الإبداع، في واحدة من الليالي التي تعد أيقونة المهرجان. وتحت عنوان “موسم زاوية أسا تراث إنساني ” ، سيكون لجمهور مهرجان أسا لقاء مع ندوة يؤطرها أساتذة و باحثون في التراث، تسلط الضوء على الجوانب الروحية و التراثية لمدينة أسا من الناحية التاريخية و العلمية. شعائر النحيرة أو أيقونة مهرجان أسا، موعد تختم به جمعية زاوية أسا مهرجانها السنوي و الذي يصادف العيد المولد النبوي الشريف، حيث مجمع القبيلة و باقي قبائل الصحراء، في جوى يمتزج في التراثي و الديني و الإنساني. كما سيكون لزوار و جمهور مهرجان أسا فقرات قارة طيلة أيام الموسم تتوزع بين الفن الحساني في بعده الموسيقي و فضاء الطفل و فعاليات سباق الهجن و الفروسية.