تحتضن مدينة آسفي في الفترة الممتدة من 19إلى 21غشت 2010، الدورة الرابعة من مهرجان موسيقى الزوايا، والذي ينظم هذه السنة تحت شعار : (موسيقى الزوايا حوار وتواصل)، وهو الشعار الذي يحمل الكثير من الدلالات، على اعتبار المكانة الحضارية التي تجسدها موسيقى الزوايا كَفَنٍّ أصيل، وكذلك لكونها رافدا من روافد التمازج بين الشعوب العربية والإسلامية والمغاربية منها على الخصوص، بدليل أن المهرجان وفي أول انفتاحه على الخارج، سيستضيف، مجموعتين غنائيتين من الجزائر وتونس، بالإضافة إلى مجموعات غنائية تنهل من الموسيقى الصوفية ستؤثث فضاء المهرجان قادمة من الصحراء المغربية، ومن مدينة شفشاون، من فاس ومكناس، ومن آسفي التي تحاول ومنذ أربع سنوات، ومن خلال مهرجان موسيقى الزوايا الذي تنظمه جمعية حوض آسفي، أن تنفض الغبار عن مجد تاريخي عرفته المدينة ولا زالت، بدليل عشرات الزوايا المنتشرة بين دروب المدينة العتيقة لمدينة آسفي، وعشرات الآلاف من المولعين والمريدين والمحبين لهذا التراث المغربي الإسلامي الأصيل. المهرجان يحاول وككل سنة تقديم طبق فني من موسيقى الزوايا من خلال استضافة مشايخ هذا التراث الذي يجمع بين الصوفية وبين الأذكار الربانية، خصوصا وهو يصادف هذه السنة شهر رمضان المبارك، وبالتالي ستعيش المدينة وزوارها ومريدي الزوايا وموسيقاها الروحية، ثلاث ليال من الموسيقى الروحية التي تسمو بالنفس والجسد، ومعها يتم التصالح مع ذاكرتنا الشعبية التي تحفظ جزءً من هذا التراث الأصيل. إن الاحتفاء بموسيقى الزوايا من خلال تنظيم مهرجان سنوي، ليؤكد بأن الدور الثقافي الذي تلعبه جمعية حوض آسفي من خلال النبش في الذاكرة التراثية للمدينة، أصبح يجد لنفسه مكانة في كل المشاريع الثقافية للمدينة، حيث كانت البداية مجرد حلم، ومع توالي الدورات، كان لابد من أن يتحول الحلم إلى حقيقة، وأن تتحول التجربة من المحلية الإقليمية، إلى الجهوية تم الوطنية، تم إلى العالمية، وبالتالي كان لزاما أن تتطور التجربة، وأن تصبح موعدا سنويا يقصده عدد كبير من المشايخ والمولعين وحتى الباحثين في هذا الفن والتراث الأصيل، ومعه كان لزاما أن تحضر فرق لها صيتها وسمعتها وتاريخها الفني في نشر هذه الموسيقى الروحية التي تجمع بين الأذكار الربانية، والمديح والسماع الصوفي والألحان التي تنهل من أعماق الوجدان.فكما كان الوعد، تكون جمعية حوض آسفي في الموعد، من خلال دورة رابعة لمهرجان موسيقى الزوايا، دورة هي عبارة عن ثلاث ليال من الحضرة الربانية، يتخللها كما جرت العادة طيلة الثلاث دورات الماضية، تكريم بعض المشايخ والأسماء التي تركت بصماتها، وساهمت في الحفاظ على هذا التراث، وهو تكريم كان له الأثر الكبير في جمع شمل الكثير من الطوائف ورواد الزوايا بمختلف تسمياتها، وبالتالي فلنا أن نعترف للمهرجان بكونه استطاع أن يعيد تسليط الأضواء على موسيقى لها مع آسفي ذكريات يتم استرجاعها في كل محطة من محطات مهرجان موسيقى الزوايا.