التنويه الذي لقيته المقاربة المغربية لمكافحة الإرهاب ونالت استحسانا من أكثر من جهة، جاءت المناسبة مرة أخرى للأعتراف بها وهذه المرة من مؤسسة أمريكية وهي معهد الأبحاث السياسية والاستراتيجية التابع لجامعة ماساشوستش. المركز الذي تتمتع تقاريره بمصداقية كبيرة من العديد من صناع القرار في واشنطن من سياسيين وعسكريين وأمنيين جاء فيه أن المغرب وفي استثناء كبير نجح في المقاربة الاستباقية التي اتبعها في مكافحة الإرهاب والتطرف. الأمر الذي جعل يضيف التقرير هذه المقاربة تقدم فوائد استراتيجية لأمن المملكة وللعديد من الدول وفي المقدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربهم على الإرهاب والتطرف، سواء في سوريا والعراق وليبيا والساحل والصحراء. مركز الأبحاث الأمريكي الذي يشرف على تقاريره أساتذة في القانون وباحثين عسكريين ودبلوماسيين شغلوا مناصب مستشارين في العديد من الإدارات الأمريكية وفي سياق أخر من التقرير الذي صدر يوم أول أمس الخميس أشار إلى أن المغرب وكحليف استراتيجي لواشنطن وبعد أن أصبح نموذجا محوريا لايمكن الاستغتاء عنه ضمن الجهود المبدولة لتطويق الظاهرة الإرهابية سواء على المستوى الوطني أوالاقليمي أوالدولي، أبدى في أكثر من مناسبة استعداده للتعاون والشراكة مع أمريكا على أكثر من صعيد، وخاصة على المستوى العسكري ومكافحة الإرهاب والتطرف، باعتبارالمغرب شريكا فعليا في الاستراتيجية الدولية ضد المخاطر الإرهابية التي تجاوزت اليوم جميع الحدود وأصبحت حالة عالمية تستوجب تنسيقا على مستوى أوسع. في السياق كان معهد أخر وهو معهد الاقتصادات والسلام قد أصدر منذ أيام قليلة تقريرا هو الأخر أهم ماجاء فيه أن المغرب احتل المرتبة ال95 في المؤشر العالمي لقياس الإرهاب للعام 2015 والذي يقيس درجة تأثر 163 دولة في العالم من هذه الظاهرة، وهو ما جعل المغرب ضمن فئة البلدان التي تضررت بنسبة ضئيلة من الهجمات الإرهابية. تجدر الإشارة إلى أن انخراط المغرب في مجال مكافحة الإرهاب لم يكن جديدا، حيث ساهم في انشاء منظومة أمنية واستخباراتية حصنته من التهديدات الي يمثلها الارهاب الدولي وأدواته المحلية سواء النشطة أوالنائمة، وجعلته رائدا على المستوى الدولي في هذا المجال. وكانت آخر مناسبة يعيد المغرب التأكيد على ريادته الدولية في مواجهة الإرهاب ما قدمه من خدمات عبارة عن معلومات ودعم لوجيستيكي لأصدقائه في كل من فرنسا وبلجيكا والكوت ديفوار ومالي في الشهور الأخيرة وهم يواجهون حملة إرهابية شرسة.