كشف مسؤول أميركي بوزارة الدفاع الأميركية أن بلاده لا تعرف عدد المعتقلين من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" لدى الحكومة العراقية، مؤكداً أن وزارة الدفاع تسعى للقاء هؤلاء العناصر الذين تحتجزهم الحكومة العراقية ومقابلتهم، حيث سبق أن تمت مقابلة عدد منهم، قالت بغداد إنهم عناصر ينتمون للتنظيم، وهو عدد محدود بعد أن وافقت السلطات العراقية على ذلك. وبحسب ما نقلت صحيفة "دايلي بيست" الأميركية عن المسؤول الأميركي، فإن حكومة بلاده لا تعرف هل كان هذا العدد القليل جداً من الأسرى الذين يقال إنهم من تنظيم الدولة قد تم اعتقالهم بعد انطلاق معركة الموصل أم قبلها، فالسلطات العراقية لا تعطي أي تفاصيل بشأنهم، كما أنها لا تعطي أي رقم دقيق حول عددهم. معركة الموصل التي بدأت منذ قرابة ثلاثة أسابيع لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ عامين ونصف، لم تسفر حتى الآن عن بيان عدد من قتلوا من عناصر التنظيم، كما أنه لا توجد أي أرقام حول أعداد أسرى التنظيم، في وقت يعتقد أن التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية وحلفائها، ترك ممراً لهروب عناصر التنظيم من الموصل. الجيش الأميركي قابل العديد ممن قالت السلطات العراقية إنهم عناصر في تنظيم داعش، إلا أن المؤكد أن لا أحد بينهم ينتمي للتنظيم، وأن أغلب مقاتلي التنظيم يقاتلون حتى الموت، وهو ما يعكس أهمية المعركة ومصيريتها. يقول جيمس جيفري، السفير الأميركي السابق في العراق من 2010 – 2012، إنه لا يمكن إلقاء القبض على مقاتلين في حرب المدن، إنه أمر خطير للغاية، لم نكن قادرين على اعتقال أحد هناك، كما حل في الفلوجة عام 2004. وتابع: "إن عدم وجود معتقلين من تنظيم الدولة يمكن أن يوفر معلومات استخباراتية يعود أيضاً إلى عدم وجود قوات أمريكية تشارك في القتال بالخطوط الأمامية". المعلومات الاستخباراتية التي تبحث عنها الولاياتالمتحدة الأميركية من أسرى تنظيم الدولة يمكن أن تشكل كنزاً مهماً لتلك القوات في طريق تقدمها صوب الموصل، وأيضاً على المدى الطويل. هيومن رايتس ووتش من جهتها قالت إن القوات العراقية والكردية اعتقلت نحو 37 شخصاً يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة في كل من الموصل والحويجة، إلا أن تلك السلطات تمنع أي تواصل مع هؤلاء المعتقلين، وفقاً للمنظمة. كما نقلت المنظمة عن أقارب وشهود عيان قولهم إن تلك القوات اعتقلت 46 شخصاً فروا من مناطق القتال في الموصل، وتعرضوا لعمليات فرز قامت بها تلك القوات، حيث نقلتهم إلى أماكن احتجاز غير معروفة، ولم تسمح لأحد بالاتصال بهم. "داعش" حثّ مقاتليه أكثر من مرة على القتال حتى الموت، مؤكداً أن من يخالف التعليمات سوف يعدم، بالمقابل فإنه لا يبدو أن القوات العراقية حريصة على احتجاز معتقلين، فالقوات العراقية ترفض حتى الإفصاح عن عدد المعتقلين الذين لديها، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش. مسؤول كردي تحدث ل"دايلي بيست" مؤكداً أن القوات الكردية اعتقلت المئات من المتشددين، وأنه سيتم تسليمهم للقوات العراقية بعد استكمال الاستجواب معهم، مشدداً على أن إقليم كردستان العراق يعاملهم وفقاً لاتفاقيات معاملة أسرى الحرب. العقيد في سلاح الجو الأميركي جون دوريان قال إن عقيدة مقاتلي التنظيم إما القتال حتى الموت أو الهرب، مبيناً أن التنظيم شن هجوماً عنيفاً على الرطبة غربي العراق قبل أسبوعين، وبعد معركة استمرت 36 ساعة، فإن كل من دخل المدينة قتل.