قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، يوم الخميس 7 أبريل 2016، إن السكان المدنيين في مدينة الفلوجة، غربي العراق، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، «يواجهون الجوع»، جراء فرض حصار عليها من القوات العراقية. وطالبت المنظمة الدولية، ومقرها نيويورك في الولاياتالمتحدةالأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، القوات الحكومية العراقية بالسماح بسرعة بدخول المساعدات إلى المدينة، مشددة في الوقت ذاته، على ضرورة سماح مسلحي «داعش» للمدنيين بالخروج من المدينة. والفلوجة كبرى مدن محافظة «الأنبار» غربي البلاد، وكانت أولى المدن العراقية التي يجتاحها تنظيم «داعش» في مطلع عام 2014، قبل التوسع شمالا وغربا في الصيف العام ذاته. وعقد شيوخ عشائر من محافظة الأنبار التي تقع فيها الفلوجة مؤتمرا صحفيا في عمان، يوم الخميس 7 أبريل 2016، للضغط على الحكومة العراقية من أجل إيجاد سبيل لرفع الحصار وتوصيل المساعدات للسكان بالداخل، وفق ما أفادت وكالة «رويترز». وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «هيومن رايتس ووتش»، إن «سكان الفلوجة يواجهون الجوع بسبب الحصار الذي تفرضه الحكومة و(داعش)، وعلى الأطراف المتحاربة ضمان وصول المساعدات إلى المدنيين». ونقلت المنظمة عن ثلاثة مسؤولين عراقيين قولهم، إن «القوات الحكومية قطعت طرق الإمدادات إلى المدينة منذ أن استعادت مدينة الرمادي القريبة، عاصمة محافظة الأنبار، أواخر دجنبر 2015، ومنطقة الجزيرة الصحراوية شمالي الفلوجة في مارس 2016». وأفاد التقرير، بأن عشرات الآلاف من المدنيين لا يزالون عالقين في المدينة، التي يزيد عدد سكانها على 300 ألف نسمة. وقالت المنظمة في تقريرها، إنها لم تتمكن من الوصول إلى الفلوجة، وصار من الصعب جدا الحصول على معلومات من السكان المتبقين نظرا لحظر «داعش» استخدام الهواتف المحمولة، والإنترنت. ونقلت المنظمة، عن نشطاء عراقيين على اتصال بعائلاتهم في الفلوجة قولهم، إن «الناس باتوا يتناولون الخبز المصنوع من نوى التمر وحساء العشب. ويُباع ما تبقى من الطعام هناك بأسعار باهظة». وقال أحد السكان، بحسب التقرير، إن «كيس 50 كيلوغرام من الطحين يباع بسعر 750 دولار، وكيس السكر ب 500 دولار، بينما في بغداد، على بعد 70 كيلومترا شرقا، تباع نفس الكمية من الدقيق ب 15 دولارا، والسكر ب 40 دولار». وفي أواخر مارس 2016، قال مصدر طبي في الفلوجة، ل«هيومن رايتس ووتش»، إن «المستشفى المحلي يستقبل أطفالا جوعى بشكل يومي، ومعظم المواد الغذائية لم تعد متوفرة مهما كان ثمنها». وقالت المنظمة، إن «مسؤولا عراقيا، زودها بقائمة من 140 شخصا، أغلبهم مسنون وأطفال، قال إنهم لقوا حتفهم خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب نقص الغذاء والدواء. ولم يرغب المسؤول في نشر أسماء القتلى خوفا من أن يعاقب تنظيم (داعش) أقاربهم». كما نقلت المنظمة، عن مسؤولين عراقيين ومصادر أخرى، قولها إن «القوات العراقية، منعت وصول شحنات المواد الغذائية وغيرها من السلع إلى المدينة». وأورد التقرير الحقوقي للمنظمة الدولية، شهادات من ناشطين على اتصال بأقارب لهم في المدينة مفادها بأن تنظيم «داعش» أعدم عشرات المدنيين لمحاولتهم مغادرة المدينة. وفي هذا الصدد، قال «جو ستورك»، في التقرير، «يُظهر تنظيم (داعش) تجاهلا تاما لحماية المدنيين في الصراعات. عليه ألا يضيف تجويع الناس لسجله البائس، وأن يسمح فورا للمدنيين بمغادرة الفلوجة». وقال مسؤول محلي عراقي، ل«هيومن رايتس ووتش»، إن «الحكومة فتحت 3 طرق لخروج المدنيين من الفلوجة، إلا أن (داعش) مازال يمنع المدنيين من المغادرة». وأشارت المنظمة، إلى أن المدنيين في الفلوجة تضرروا أيضا كثيرا بسبب القتال، بحسب سكان محليين، مبينة أن الحكومة نفذت هجمات بالطائرات والمدفعية، أسفرت عن مقتل مدنيين.