مر حوالي شهر ونيابة التعليم بطنجة بدون مدير إقليمي، بعد إعفاء النائب السابق من مهامه، وصار مقرها اليوم أيضا بدون ماء ولا كهرباء، وأصبحت إدارتها شبه مشلولة في مواجهة واقع قطاع التعليم بالمدينة. ومنذ أسبوعين وبناية المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة طنجةأصيلة، لا تتوفر لا على ماء ولا كهرباء، بعدما أقدمت شركة أمانديس صاحبة التدبير المفوض لتوزيع الماء والكهرباء بولاية طنجة، على قطع إمداد الماء والكهرباء عن مقر مديرية التعليم، الواقع بالحي الإداري بجوار مقر شركة أمانديس. جميع المجهودات، التي بذلت لحد الآن من أجل إعادة ربط مقر المديرية الإقليمية للتعليم بشبكة الماء والكهرباء، باءت بالفشل، أمام إصرار شركة أمانديس على استخلاص مستحقاتها من متأخرات استهلاك الماء والكهرباء، التي تخص المؤسسات التعليمية العمومية وباقي المرافق التابعة لنيابة التعليم بعمالة طنجةأصيلة، والتي فاقت مليار سنتيم. هذا الوضع دفع بالموظفين العاملين بالمديرية الإقليمية للتعليم بطنجة، إلى اعتماد أساليب تقليدية في العمل، بعدما صار البعض منهم يضطرون إلى نقل حواسبيهم إلى منازلهم لإنجاز المطلوب منهم، كما أصبحت الإدارة معزولة بعد انقطاع شبكة الاتصالات الهاتفية المرتبطة بالكهرباء، وأضحى مجموعة من الموظفين يحرصون على شحن هواتفهم المحمولة قبل التحاقهم بالعمل وإحضار الماء الشروب معهم. شركة أمانديس، تفادت وقف إمداد المدارس بالماء والكهرباء، واكتفت ب "معاقبة" المديرية الإقليمية للتعليم، من أجل الضغط على الجهات المعنية للإسراع بتسوية الديون المترتبة عن عدم تسديدها فواتير الاستهلاك المتأخرة، وهو ما اعتبره البعض إجراء يساهم في "عرقلة" العمل الإداري بمرفق عمومي، فيما يرى آخرون أن هذه الواقعة قد تفرض على الإدارات العمومية التفكير في الاستثمار في الطاقة الشمسية وحفر الآبار بمقراتها لتوفير احتياجاتها من الماء والكهرباء !. محمد كويمن