افتتحت مجموعة" اجيال تاركالت" مساء امس الجمعة بامحاميد الغزلان اولى الامسيات الفنية للدورة السابعة لمهرجان تاركالت للثقافة الصحراوية المنظم تحت شعار "الواحات منبع الحياة بالصحراء". واتحفت المجموعة الموسيقية الشابة التي تشارك في هذا الحدث الفني الاول من نوعه على الصعيد الوطني الجمهور الحاضر بباقة غنائية متميزة حول ثقافة الطوارق والتاريخ والتقاليد والحياة بالصحراء والمناطق الواحاتية . وتعد مجموعة "اجيال تاركالت" من أشهر الفرق الغنائية المحلية التي تمزج بين الالات التقليدية والعصرية وتتغنى بالحب والطبيعة وحياة الرحل ودور الاجداد في الحفاظ على الذاكرة الجماعية واغناء التراث اللامادي المحلي. وشاركت في احياء هذه اللية الفنية ايضا المجموعة الجزائرية "امرحان نتنيزغاف" التي ادت مقطوعات غنائية وقصائد تحمل رسالة سلام وإخاء وتسامح، أما فرقة "مالي كان" (صوت مالي) فقد الهبت حماس الجمهور بطريقة ادائها الغنائي والموسيقي. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان، الذي عرف حضور سفير الولاياتالمتحدةالامريكية بالمغرب داوييت بوش، أكد عامل اقليم زاكورة عبد الغني الصمودي على الاهمية التي يكتسيها مهرجان تاركالت الذي تنظمه الى غاية 30 اكتوبر الجاري جمعية "الزايلة" والذي يعرف مشاركة فنانين مغاربة وافارقة واوروبيين ،مشيدا بالجهود المبذولة لتنظيم هذه التظاهرة الفنية والثقافية التي تحتفي بالواحات كمنبع للحياة. وتنظم دورة هذه السنة من المهرجان عشية انعقاد مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ بمراكش (كوب 22)،في نونبر المقبل، وهي تأتي أيضا لتؤكد على الدور الحيوي لمناطق الواحات باعتبارها خزان طبيعي للحضارات والتبادل الثقافي. وتشكل هذه النسخة مناسبة لاستعراض ثقافة الصحراء وتنوعها وما تزخر به من مؤهلات وللتأكيد على مدى النجاح الذي حققته الدورات الست السابقة من هذه التظاهرة الثقافية والفنية البارزة والفريدة من نوعها بمناطق الواحات . ويتضمن برنامج التظاهرة مشاركة عدة وجوه فنية مشهورة كالفنانة المغربية "أوم" والمغني والعازف عزيز سحماوي الذي تحيل أعماله الكناوية والروحية كثيرا على موسيقى الصحراء ومجموعة تيناريوين التي تعتبر من أوائل المجموعات التي طورت البلوز الأفريقي مستعملة آلات عصرية علاوة على مشاركة مجموعة من الفنانين والمختصين والباحثين في مجال الفن والثقافة والبيئة من عدة بلدان منها الجزائروماليوالنيجروالولاياتالمتحدةالامريكية وموريتانيا وهولاندا والبرازيل والفلبين . وعلاوة على تنظيم ورشات موضوعاتية تهم المجال البيئي والتغير المناخي والمرأة والصناعة التقليدية وتذوق اطباق محلية والسينما والواحات وأخرى حول التشكيل وعلم الفلك فان الدورة ستعرف انشطة موازية تعرف بالتراث الثقافي العريق الصحراوي كسكن الرحل ورحلات القوافل ومختلف الالعاب بالواحات والصحراء الى جانب تدارس مواضيع تهم الثقافة كعامل للتماسك الاجتماعي والسلم بمنطقة الساحل والصحراء. وفي مجال التعاون الثقافي يتضمن البرنامج استقبال واحات امحاميد الغزلان " للدورة الثالثة للقافلة الثقافية للسلام" التي تنظمها شبكة المهرجانات الثلاثة الشريكة ( مهرجان تاراكالت ومهرجان الصحراء ومهرجان حول النيجر) وهي القافلة التي تحمل رسالة الموسيقى والثقافة بأبعادها الكونية والإنسانية والتي تنشد من بين اهدافها الاساسية نشر قيم التسامح. وتحرص هذه التظاهرة التي أحدثت سنة 2009 على أن تجعل من أولوياتها إعادة تقييم التراث المادي واللامادي للصحراء مع التركيز على التبادل الانساني والثقافي بين مختلف المجتمعات الصحراوية وباقي العالم كما تسعى من خلال الفن والموسيقى والورشات والمعارض والندوات، الى تشجيع وإرساء أرضية للتنمية بالمنطقة والتعريف بالمنتوج السياحي الصحراوي من خلال استقطاب السياح من هواة الموسيقى العالمية والتواقين لاكتشاف الثقافة المغربية خصوصا ثقافة الصحراء وإحياء خصوصيات موروث ثقافي واجتماعي وتجسيد طرق وأنماط حياة (نمط العيش اليومي، العادات والتقاليد، الأزياء، الأطباق، الألعاب والموسيقى).