يحتفي مهرجان طانجاز بمدينة طنجة خلال هذه السنة ب"الجاز بصيغة التأنيث"، وهي وسيلة تتغيى تكريم مغنيات الجاز من مختلف الآفاق اللائي تمكن بمهارة من العزف على آلات موسيقية ظلت إلى وقت قريب حكرا على الرجال حيث أكدن مرة أخرى على أن القوة السحرية للفن بإمكانها تجاوز التفرقة والحدود. وقد اقتصر دور نساء الجاز لفترة طويلة على الغناء فقط. ولكن باستثناء العزف على البيانو حيث كان يسمح لهن بالجلوس، كانت الآلات الموسيقية الأخرى حكرا على الرجال. من هنا نبعت فكرة تخصيص دورة المهرجان لهذه السنة لنساء الجاز اللواتي تمكن من سبر روح عالم الجاز المعروف بخاصيته المتحررة والمتفردة ، والذي لا يترك مجالا للتفرقة والصور النمطية. وتقدم دورة طانجاز لهذه السنة، التي تعد أكثر نسوية وبريقا، إلى ساكنة مدينة طنجة وزوارها، من مغاربة وأجانب، طيلة أربعة أيام سفرا فنيا على إيقاعات موسيقى الجاز العالمية وألحانا احتفالية وعبر موسيقى إيقاعية تقودها باقة من الفنانات اللائي برعن في تقديم مختلف إبداعات موسيقى الجاز بطرق وبصمات تتميز بالسحر والسعادة. وقد تميز اليوم الأول من مهرجان "طانجاز"، الذي حضره جمهور غفير، بأداء متميز لمجموعة (سيركل) بقيادة العازفة والملحنة آن باسيو التي أمتعت الجمهور بباقة من أغانيها الإيقاعية التي تشد الأنفاس. كما استمتع عشاق موسيقى الجاز بإيقاعات حفل آخر أحيته كل من الفنانة المغربية الشابة الصاعدة، سلمى شريف الخليفي، ومجموعة (تو لايت)، وآن سيلا، اللائي قدمن عروضا فنية متميزة وتمكن من خلق جو احتفالي عبر موسيقى روحية ومعزوفات من الجاز تميزت بإيقاعاتها الساحرة الفريدة والغنية والمتكاملة التي تمنح شعورا بالحرية نابعة من تقاليد الجاز. وتعيش ساكنة مدينة طنجة وزوارها، إلى غاية يوم الأحد، خلال الدورة 17 لمهرجان طانجاز، على إيقاعات موسيقى الجاز العالمية وفي سفر فني عبر زمن الموسيقى الإيقاعية تقوده مجموعة من الفنانات اللائي برعن في تقديم مختلف إبداعات موسيقى الجاز بطرق وبصمات متميزة. ويتعلق الأمر بكل من المغنية وعازفة الساكسفون أندريا موتيس، ومجموعة (سوينغين لايديز) المتألفة من الألمانية لاندي إيبيرتسبيرج، والفنانة نينا فان أورن (الفرنسية- الأمريكية) ، والمغنية والعازفة على الغيتار نينا أطال التي تسافر بين الألوان الموسيقية البلوز والسول وفانك. كما سيكون لعشاق مهرجان الجاز مواعيد مع الإيطالية ذات الصوت المتميز أدا مونتلانيكو، والفنانة السورية نيسم جلال، والعازفة على البيانو التركية أيسيدينز جوكسين ، بالإضافة إلى الفنانة أن وولف. وتعرف هذه الدورة، التي يتم تنظيمها تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمساندة "الأممالمتحدة للمرأة"، التابعة لمنظمة الأممالمتحدة من أجل المساواة بين الجنسين، تقديم ثلاث حفلات موسيقية لكل من أندريا موتيس، ولورا كلين (تو لايت)، والشابة سلمى شريف الخليفي من الدارالبيضاء. ويعد "طانجاز" المهرجان المغربي الوحيد الحاصل على علامة خاصة من منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في إطار تخليد الذكرى ال70 لإنشاء المنظمة الدولية، تنويها بأهداف المهرجان ذات البعد الإنساني وتكريسه لقيم الانفتاح والتلاقح الثقافي والأمن والسلام والتعايش.