اختتمت، مساء أمس الأحد، فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الجاز في طنجة "طانجاز"، المنظم بعاصمة البوغاز، منذ يوم الأربعاء الماضي. وتميزت هذه الدورة بمواصلة نجاح الدورات الماضية، التي عرفت مشاركة مجموعة من أشهر نجوم موسيقى الجاز في العالم، إذ عرفت هذه الدورة إقامة ثلاث منصات بمختلف أنحاء مدينة طنجة. واستطاع المهرجان، حسب المنظمين، الاهتمام بهذا اللون الموسيقي الغربي بالمغرب، من خلال فرض اسمه ضمن جدول الملتقيات الفنية، التي تحتضنها مدينة طنجة، باعتباره موعدا قارا لعشاق إيقاعات الجاز والبلوز والفانك من المغاربة والأجانب. وعرفت هذه الدورة مشاركة عدد كبير من أبرز الوجوه العالمية في هذا اللون الموسيقي الكلاسيكي، من قبيل مغنية "البلوز"، العالمية نينا فانهورن، إذ قدمت عددا كبيرا من أشهر أعمال موسيقى البلوز التي ميزت العالم سنوات الثلاثينات والأربعينات. وتوافد جمهور غفير من عشاق موسيقى الجاز والبلوز لمتابعة المغنية نينا فانهورن، التي نالت إعجاب الجمهور بفضل صوتها الجهوري وحركاتها الرشيقة على المنصة، وتناغم طبقات صوتها مع الإيقاعات القوية لعازفي آلات القيثار الكهربائي والأورغ والطبل. وأعادت نينا فانهورن، خلال هذه السهرة، المفتوحة بالمجان في وجه سكان مدينة طنجة، أداء مجموعة من أشهر أغاني فيكتوريا سبيفي وألبيرتا هانتر ومليدريد بايلي، تتحدث عن مواضيع ما زالت تشغل بال المجتمع لحد الساعة من قبيل الإدمان والعنصرية. واعتبر فيليب لورين، رئيس مؤسسة "لورين"، الجهة المنظمة للمهرجان، في كلمة له بالمناسبة، أن بلوغ هذا الحدث السنوي دورته الحادية عشرة يأتي بفضل تجاوب الجمهور مع هذا اللون الموسيقي، مبرزا أن المؤسسة "ستحرص، خلال الدورة الحالية، على تقديم فقرات جيدة ومتنوعة، مؤكدا أن المهرجان، طيلة دوراته، شهد مشاركة متميزة لمجموعة من المغنين الأوروبيين، من بينهم الفرنسيون والإيطاليون على الخصوص، لتعريف جمهور المهرجان بمدى تطور فن "الجاز" بهذه القارة. وتواصلت سهرات المهرجان بمنصة قصر المؤسسات الإيطالية "قصر مولاي عبد الحفيظ سابقا"، بإقامة مجموعة من السهرات الفنية، التي مزجت موسيقى الجاز بلغات متعددة، من بينها الإيطالية، والفرنسية، والإنجليزية، بمشاركة كل من مجموعة "كيكا وإنتريغو". وقدمت المغنية "كيكا" مجموعة من أشهر مقطوعاتها الغنائية، في مزج بين الجاز وإيقاعات برازيلية محلية تدعى "تامبورو"، التي تعتمد في عزفها على النقر القوي على آلة الطبلة. وألهبت مجموعة "كازا كو"، المكونة من سبعة أصدقاء يعزفون نمطا موسيقيا، يعتبر مزيجا بين الجاز والريغا والبلوز، حماس المتفرجين بقدرتها على تغيير الإيقاع بشكل متسارع وغير متوقع من مقطوعة لأخرى، كما لقيت تجاوبا من الجمهور، الذي تمايل على إيقاعاتها الفريدة، التي يغلب عليها عزف القيثار، لكن بإيقاع إفريقي. وخصص المهرجان، في دورته الحالية، عرضا مجانيا خاصا بالأطفال، يتضمن مجموعة من الأغاني المعدة خصيصا للشباب مع إضاءة خاصة. تجدر الإشارة إلى أن مهرجان "طانجاز" عرف مشاركة كل من المغني المغربي باري، والمجموعة الموسيقية "مازاكان".