حمل الموسيقيان الكوبيان المشهوران، تشوتشيتو فالديس وليونيل (أو) زينيكا، خصائص فنية مميزة للعاصمة الكوبية هافانا إلى طنجة، في إطار مشاركتهما في المهرجان الموسيقي "طانجاز" في دورته التاسعة. التي نظمت في الفترة الممتدة ما بين 28 ماي وفاتح يونيو 2008. وتعتبر مشاركة تشوتشيتو وليونيل "طبقا" شهيا ضمن برامج المهرجان، الذي شاركت فيه عدة فعاليات فنية، وفرق موسيقية عالمية، اشتهرت بعطائها الكبير في مجال موسيقى الجاز. وقال ليونيل زونييكا، في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، "إن هذه المرة الأولى التي نزور فيها المغرب، وبصراحة وجدنا الظروف جد مواتية وحسنة، كما أننا فكرنا في نوعية الجمهور، وعلى هذا الأساس اخترنا مجموعة من الأغاني التي تناسب كل الفئات، والتي يمكن أن يتمايل مع ترانيمها وموسيقاها الشباب والكبار، الكل"، مضيفا أنه غنى أيضا مقطوعته المشهورة "هافانا ستريت باند". iframe src="http://www.TanjaNews.com/pub.html" width="472" height="64" Marginwidth="1" Marginheight="1" Hspace="0" Vspace="0" Frameborder="0" وأضاف ليونيل في التصريحات ذاتها, أنه رفقة تشوتشيتو، تمكنا، من الاستحواذ على إعجاب الجمهور، كما أشاد بحسن استقبال الجمهور المغربي لهما، مبرزا أن المتفرجين من كل الأعمار لم يتوقفوا عن الرقص على نغمات ما قدماه من أغاني خلال عرضهما المتميز بالألوان الموسيقية الرفيعة التي تجاوزت كل الحدود. ويجمع ليونيل بين البراعة في العزف على الساكسفون والناي وتلحين الأغاني وتوزيعها، وبين رئاسة فرقة موسيقية تتكون من تسعة أفراد, يعتبرون من أكبر الفنانين الموسيقيين في كوبا، يبرعون في "السالسا"، التي أدخلوا عليها مؤشرات جديدة، خاصة في المزج بين الصوت وبعض الترانيم من موسيقى "اليتمبا"، التي قال ليونيل، إنه حرص على تمتيع جمهور طنجة بها لأنه يستحقها. وأفاد قائلا "إن الجمهور أحب الموسيقى ودندن مع ألحانها، بل لم يتوقف عن الرقص، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يعود إلى الإحساس الكبير بعمق الألحان الموسيقية، نظرا للعلاقة الكبيرة بين الموسيقى الإفريقية وموسيقى الجاز، علما أن مواطنين من إفريقيا كانوا حلوا منذ زمن بعيد بالجزيرة الكرايبية، وهذا هو الأمر الذي يشرح التفاعل والتأثير الكبير بين الثقافتين". وتابع عروض ليونيل وتشوتشيتو أكثر من ألفين و500 متفرج، امتلأ بهم قصر مولاي عبد الحفيظ، كما كان من بينهم جمهور من الأرجنتين والنمسا وبلجيكا، والكثير من محبي موسيقى الجاز من المغاربة من كل الفئات والأعمار. وقال ليونيل إنه نقل الأحاسيس الكوبية التي تختص بها العاصمة هافانا إلى عروس الشمال طنجة، مع بعض ما أخذه من برشلونة، التي يستقر بها، خاصة موسيقى الفلامينكو، التي قال إن التشابه بينها وبين الجاز حقيقي، كما أوضح ذلك جده بيبو إي إلسيكالا في شريطه المشهور "الدموع السوداء". وقال إنه في ذلك، يشبه رفيقه تشوتشيتو، الذي رضع وترعرع في وسط فني، لأن أباه وجده مشهوران في عالم موسيقى الجاز، ويؤكد التقارب الكبير بين الموسيقى المغربية والكوبية في كثير من الأمور، مشيرا إلى التشابه الكبير بين الطبول المستعملة في البلدين، التي حملها الأجداد الأفارقة إلى كوبا، ومبرزا أن عالم الموسيقى لا يعرف الحدود، لأنها تتحدث بلسان القوة الخارقة، وأن الإحساس والفؤاد يودعان أمانة في صميم الآلة الموسيقية المستعملة. من جهته، يعتبر تشوتشيتو فالديس، أحد أعلام الموسيقى في كوبا، البارعين في العزف على آلة البيانو، كان يرأس أوركسترا "إيراكيكي، التي بصمها جده بما يسمى "البيبو"، وأبوه بما يعرف ب "التشوتشو". وتمكن تشوتشو السنة الماضية من التأهيل لجائزة "كرامي"، لنيل أحسن ألبوم لموسيقى لاتينجاز. للتذكير، فإن مهرجان طانجاز، الذي يعتبر أحد المواعيد الموسيقية التي ينتظرها الجمهور العاشق لموسيقى الجاز، جمع، طيلة خمسة أيام، 23 عرضا، كما شاركت فيه إضافة إلى الكوبيين ليونيل وتشوتشيتو، فعاليات فنية عالمية، من حجم الأميركية سارا لساروز وبيريلي لاكرين، وفابيان ماري، وفرقة الجاز البلجيكية "مي دو". كما شمل برنامج الدورة التاسعة من المهرجان عازف البيانو الأرجنتيني، ماركو راموس، وبوني فييلدز ودي بونيس بروجيكت, وإنزو فاباتا تريو، وإسحاق توريينزو، وجوليان برونيتود كوارتيت وخيسوس فلوريس رفقة سوموس ناسي ومختار سامبا، ونادية مادانا جاز كوارتيت ويوميديا، وبويسانس جاز بيك باند، وبلاك لابيل سوينكتيت، بالإضافة إلى الفرقة المغربية "مازاكان". وشملت حفلات المهرجان أهم شوارع طنجة، إذ تمكن عشاق موسيقى الجاز من حضورعروض ألمع نجوم فن الجاز، التي نظمت في أماكن عدة، بما فيها قصر مولاي حفيظ، والمؤسسات الإيطالية، قرب السوق الكبير، الذي احتضن الحفلتين الرئيسيتين للدورة. وكان فيليب لوران، مدير مهرجان طانجاز، عبر عن رغبة المنظمين في جعل تظاهرة طانجاز سفيرا لموسيقى الجاز، موضحا أنها تعد في كل مرة بتقديم المفاجآت، يكتشف من خلالها عشاق الجاز، وجوها فنية عالمية وحضور سهرات يومية مجانية. وذكر أن الجاز ليس فقط موسيقى، بل ثقافة حقيقية يمكن استخلاص العبر التاريخية والحضارية من خلاله.