تحتضن العاصمة الروحية للمغرب، ما بين 9 و11 أكتوبر المقبل، الدورة السادسة لمهرجان «الجاز في الرياض» الذي يحمل هذه السنة طابعا متوسطيا. وتجري فعاليات هذه التظاهرة بالمنازل القديمة والقصور الخاصة بفاس العتيقة، ذات الجمالية النادرة، وستعرب فاس عن انفتاحها وتذوقها لكل أنواع الموسيقى فاتحة رياضها للجمهور الوطني وكذا الدولي من أجل إتحاف السمع والجذب لزيارة مدينة التاريخ العريق، مهد الثقافة. وحسب المنظمين، فإن مهرجان «الجاز بالرياض» يشجع الاختلاط الثقافي ويُدخل مدينة فاس بشكل مغاير في التنشيط والبعد الثقافي بالمغرب. وأبرز المنظمون في ندوة صحافية نظمت الجمعة الماضية في الدارالبيضاء، أن هذه الدورة تأتي بعد أن حصل المهرجان على علامة «دجانغو دور»، وهي جوائز دولية للجاز تمنح لأفضل الموسيقيين الأوربيين، وستمنح قريبا إلى الموسيقيين الأفارقة، مشيرين إلى أن أولى جوائز «دجانغو دور» بإفريقيا ستسلم في واغادوغو ببوركينافاسو ابتداء من سنة 2010 . وسيفتتح هذه التظاهرة الموسيقية، التي تنظمها مؤسسة «روح فاس»، الفنان دفيد رينهارت تريو ابن الراحل بابك رينهارت، عازف القيثارة الكبير وحفيد دجانغو رينهارت الذي تحمل جائزة دجانغو دور 2008 اسمه. كما سيشارك في تنشيط أمسيات هذا المهرجان دون بلييز وقادر فاهم ورودا سكوت. وتعد رودا سكوت من أبر الحاضرين، لكونها تتميز بعزفها على آلة «الأورك هاموند»، وتوظف في موسيقاها الموروث الكلاسيكي والألحان الكنائسية، باعتبارها انفتحت وعاشت منذ صغرها في أجواء الكنائس، وحصلت على جائزة «دجانغو دور» التي توازي جوائز الأوسكار سنة 2008، وتعد سكوت من خريجات معهد مانهاتن للموسيقى بنيويورك، بعدها ستسعى إلى تطوير تكوينها الموسيقي بأوربا وهناك ستعرف انطلاقتها الحقيقية نحو الشهرة العالمية. الإسباني قادر فهيم، يعد ظاهرة في العزف على آلة القيثارة بإسبانيا، يزاوج ما بين الفلامينكو والجاز، ويمزج ما بين مجموعة من الآلات الموسيقية: الباص، الساكسوفون، الناي، والقيثارة طبعا.. ويدمج بشكل هارموني الفلامينكو بتأثيرات أمريكو لاتينية وكارايبية، وإيقاعات إفريقية. ومن أبرز المشاركين في هذه الدورة كذلك، دون بلييز أوركيسترا، عازف ساكسوفون له بصماته الخاصة في العزف والمثأترة بموسيقيى العالم الثالث (دون شيري، جيم بيبر، كاتو بابربيري، عبدالله ابراهيم) وتراوح موسيقاه بين إأفريقيا الكرايبية وأمريكا الجنوبية. وإلى جانب هذا الكوكتيل الموسيقي للجاز القادم من عوام متوسطية، والذي ستحتضنه حديقة قصر البطحاء ودور الضيافة داخل المدينة العتيقة لما تتميز به من خصائص هندسية ومعمارية تبرز عبقرية الصانع المغربي وقدرته الفائقة على الإبداع والتميز، ستشهد أزقة وشوارع المدينة القديمة لمدينة فاس حفلات متجولة تقدمها فرقة ستروز. كما سيتم تخصيص 30 دقيقة ضمن فعاليات المهرجان للمواهب الشابة في إطار الانفتاح على الطاقات الموسيقية لهذه الفئات العمرية. وتتوخى هذه التظاهرة، حسب المنظمين، النهوض بالسياحة وتشجيعها بمدينة فاس والمساهمة في تنشيط الحياة الثقافية بالعاصمة الروحية للمملكة. كما تتغيى تشجيع السياحة الثقافية والنهوض بالمدينة العتيقة بواسطة الموسيقى وإعادة تأهيلها عبر التحفيز على صيانتها والحفاظ على إرثها العمراني والحضاري، مع العمل على تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية والوصول إلى إشعاع ثقافي وفني يمتد خارج أسوارها العريقة. ويتضمن برنامج المهرجان أيضا تنظيم معارض تشكيلية وندوات فكرية وثقافية إلى جانب عرض مجموعة من الأفلام السينمائية.