بعد ان اعتقد البعض أن الأمور قد تسير عادية بالنسبة للاتحاد الاشتراكي، على مستوى الجهة الشمالية بسبب وضوح الرؤية بالنسبة لغالبية المنتمين لحزب ادريس لشكر، سواء المرشحين أو الأجهزة الحزبية، انفجر لغم إقليمشفشاون لتخلف شضاياه جراحا عميقة في صفوف الكثيرين وصفت بعضها بالخطيرة. فبعد أن قررت الأجهزة الوطنية للحزب منح تزكية وكيل لائحة شفشاون لمن اعتبر وافدا جديدا، ويتعلق الامر بزرغيل عبد الإلاه مرشح سابق في صفوف حزب التجمع الوطني للأحرار، ظهرت ملامح الغضب والرفض الشديد من طرف الكثير من مناضلي الحزب بالإقليم الجبلي، الذين رأوا في قرارت قيادتهم تجاوزا للديموقراطية المفترض توفرها في مثل هاته مناسبات.
وكان اول رد فعل قوي ذلك الذي قام به الكاتب الإقليمي لحزب الوردة، محمد الهبطي حينما قرر الاستقالة من مهامه مبررا ذلك وفق ما قاله "إزاء إمعان وإصرار القيادة الحزبية – منذ ما يزيد عن السنة – على التدخل السافر في الشأن الحزبي محليا وإقليميا، والذي تمثل في إحكام وصاية مقيتة على الأجهزة الحزبية" كل ذلك سيزداد سوءا مع فرض مرشح "خارج كل السياقات – حزبية كانت أم سياسية – وتغليب بل وفرض منطق الانفتاح الزائف والأجوف الذي يختزل التنافسية الانتخابية في " الإشعاع" المالي فقط..". وكشف الهبطي في محتوى استقالته التي نتوفر على نسخة منها أن الاختيار الذي قامت به القيادة الحزبية "حشر حزبنا في زاوية الشبهات .. ونزع الصدقية عن كافة الالتزامات والتعاقدات" كل ذلك سيدفع بالرجل الذي قضى عقودا في حزب الوردة ضمن مسؤوليات مختلفة للاستقالة، في وقت تدق طبول تصدعات وانشقاقت قوية قد تعصف فعلا بالتنظيم على مستوى شفشاون والضواحي. وكان الاتحاديون الشفشاونيون يرون في أحد أبناء الحزب، وهو رئيس لجماعة تاسيفت، الرجل المناسب للحصول على التزكية كوكيل للائحة بشفشاون، خاصة وأنه اشتغل على ذلك لمدة طويلة، وله الكثير من الأنصار بمختلف المناطق، فيما كشف مصدر حسن الاطلاع ضلوع رئيس جماعة قروية بالمنطقة ينتمي للاتحاد الاشتراكي احترقت كل حظوظه في الفوز، فتدخل لفائدة الوافد الجديد بهدف تشتيت وحدة الحزب.