نجح حزبا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية بتطوان في التفاهم حول تشكيل الأغلبية التي ستعمل على تدبير الشأن المحلي بمدينة تطوان، وذلك بعد عدة اجتماعات عقدت بين الطرفين والتي أفضت إلى هذا التفاهم. وهذا وذكرت مصادر من الكتابة الإقليمية للحزب أن الظروف التي واكبت المشاورات بين الحزبين كانت مميزة وطغت عليها المصلحة العامة للمدينة وساكنتها، كما أن التنسيق الذي أبان عنه حزبا القوات الشعبية والعدالة والتنمية أثناء الحملة الانتخابية سهل خلق هذا التحالف الذي وصفه ذات المصدر بالمتماسك . هذا وبعد إعلان النتائج الرسمية بالنسبة لاستحقاقات 12 يونيو 2009 والتي استطاع من خلالها حزبا العدالة و التنمية والاتحاد الاشتراكي من الحصول على الأغلبية المقاعد والتي بلغت 29 مقعدا مقابل 26 مقعدا للتجمع الوطني للأحرار، اجتمعت بشكل طارئ القيادة الإقليمية للحزبين، حيث تم تدارس مجريات يوم الاقتراع وما ترتب عنه من نتائج وكذلك المعطيات المترتبة عن هذه النتائج، وخلص هذا الاجتماع إلى إصدار بيان العهد والوفاء لساكنة تطوان ، حيث حيا البيان بحرارة التفاف ساكنة تطوان حول مرشحات ومرشحي الأحزاب السياسية الوطنية التي خاضت حملة نظيفة وتواصلية عميقة ضدا على كل الممارسات الفاسدة الهادفة إلى تمييع العمل السياسي الإستحقاقي .كما أدان البيان الصادر عن الحزبين الممارسات اللاقانونية واللاأخلاقية التي شابت يوم الاقتراع والتي فاقت كل التوقعات من استعمال مكثف للأموال، وتسخير وسائل الجماعة وترهيب السكان وتسخير كل العناصر الفاسدة بهدف الإفساد الكلي للعملية الانتخابية، وإحكام القبضة الحديدية من جديد على الجماعة وساكنتها. كما تم التجديد على التزام الطرفين بميثاق الشرف الموقع بين الأحزاب السياسية الوطنية لمدينة تطوان بتاريخ 11 يونيو 2009 ، مؤكدين على ضرورة إنجاح مضامينه. كما استنكر الحزبان من خلال البيان استمرار نفس الأساليب والممارسات من ترهيب للمستشارين والمستشارات و استخدام كل الطرق من إغراءات وتهديدات تمسهم و أقاربهم وترويج إشاعات كاذبة، معتبرين أن الأغلبية المحصل عليها من قبل الاتحاد الاشتراكي والعدالة و التنمية وضعت أمانة جسيمة عليهما من قبل ساكنة تطوان، وأنهما متشبثان لقطع الطريق على المفسدين من أجل بناء جماعة محلية في خدمة المدينة وساكنتها . و بمدينة مرتيل استطاع كذلك حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب العدالة والتنمية التفاهم لتشكيل الأغلبية داخل الجماعة الحضرية لمرتيل ، قاطعين الطريق على ناهبي خيرات المدينة ومفسدي الانتخابات بأموال المخدرات من تحقيق رغبتهم في الاستحواذ على المدينة .وفي اتصال هاتفي معه رأى الأخ أشبون وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي بمرتيل أن هذا التحالف هو احترام لإرادة المواطنين و الناخبين التي وضعت ثقتها في الحزبين. وهذا التحالف الذي يأتي تنفيذا لما أقرته القيادة الحزبية سيعطي نقلة نوعية وأسلوبا جديدا للتسيير والحكامة ويقطع الطريق على مفسدي العملية الانتخابية التي تسبب هؤلاء في تشويهها عبر ممارسة الترهيب على السكان بشتى أنواع العنف، وكذا بهدف حماية الرصيد العقاري للمدينة ، والذي تحاول بعض الجهات الإجهاز عليه. وبدورها مدينة شفشاون عرفت قبل وبعد استحقاق 12 يونيو تنسيقا بين حزبي الوردة والمصباح أفضى إلى تحالف بينهما، والذي سيمكنهما من تشكيل أغلبية داخل المجلس البلدي لشفشاون بمعية تحالف اليسار ، بعدما حاز هذا التحالف على 16 مقعدا. وأوضح الأخ محمد الهبطي وكيل لائحة الإتحاد الاشتراكي بشفشاون أن هذا التحالف أتى نتيجة التسيير الانفرادي والعشوائي الذي أضر بمصداقية الجماعة والتي حولها الرئيس السابق إلى ضيعة تابعة له عوض أن تكون مؤسسة في خدمة ساكنة المدينة . كما أن هذا التحالف سيعيد الاعتبار للسياسة والحكامة الجيدة التي ينشدها الجميع داخل التحالف. في حين أكد نبيل شليح وصيف وكيل لائحة العدالة والتنمية بشفشاون في اتصال هاتفي معه « أن التحالف انطلق منذ مدة، بدءا من التنسيق النقابي بحيث كانت هناك معارك نقابية تم خوضها بشكل مشترك وتقاسمنا منذ ذلك عدة قناعات في قضايا وطنية ، ليحصل تراكم ميداني ، ومن ثم اكتشفنا لدى الإخوة في الإتحاد الاشتراكي غيرتهم على الإصلاح والتغيير، و توج هذا التحالف بتشكيل أغلبية لتدبير الشأن المحلي بالمدينة، التي كانت سباقة على المستوى الوطني إلى وضع لبنة العمل المشترك بين الإتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية».