باحترافية كبيرة قامت عناصر كومندو أمني بعملية محاصرة ومداهمة لإحدى دور الضيافة بحي القصور بالمدينة العتيقة لمراكش، وعملت على توقيف واعتقال ثلاثة سياح أجانب حلوا مؤخرا بفضاءات الإقامة. ففي ساعات مبكرة من صبيحة أمس الخميس أثار انتباه المواطنين بمنطقة «فحل الزفريتي» توقف بعض السيارات الأمنية التي ترجل منها بسرعة خاطفة عناصر كوماندو بزيهم الرسمي مدججين بأسلحة نارية خفيفة، حيث لازم بعضهم مكانه جوار السيارات، فيما سارع بعض زملائهم صوب الممر المؤدي لحي القصور. كانت الوجهة إحدى دور الضيافة الباذخة المعروفة لدى سكان الحي، بحيث لم يتطلب الأمر كثير وقت قبل أن تغادر العناصر الأمنية وهي محيطة بثلاثة أشخاص أجانب كانوا يقيمون بهذه الإقامة، ومن ثمة اقتيادهم بعيدا عن المكان. منطق «اللي عندو باب واحد، الله يسدو عليه» كان حاضرا في العملية بالنظر لتموقع دار الضيافة المستهدفة بموقع تتعدد منافذ الولوج إليه وتتفرع مداخله لعدة أحياء، كما يمكن الوصول إليه عبر عدة مسالك ومداخل إن على مستوى «الجبل الأخضر» بشارع فاطمة الزهراء (الرميلة) أو على مستوى فحل الزفريتي بفضاءات ساحة الكتبية وجامع الفنا، دون احتساب الممرات الرابطة بين حي القصور حي المواسين. لحظة التدخل ضربت حراسة سرية على مختلف الزوايا والممرات المؤدية لمكان وجود دار الضيافة، فيما اختارت عناصر الكومندو التي تكفلت بعملية التوقيف والمداهمة الولوج للحي المستهدف عبر بوابة «فحل الزفريتي»، ما مكن من إنجاز المهمة بسلاسة وسرعة أثارت إعجاب المواطنين الذين صادف وجودهم بالمكان لحظة التدخل. المعلومات المتوفرة تؤكد بأن الأمر يتعلق بثلاثة سياح أجانب اثنان منهم ينحدران من إحدى دول أمريكا اللاتينية والثالث ينحدر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن عملية التوقيف جاءت على إثر عملية رصد وتتبع امتدت منذ التحاق المجموعة بالديار المراكشية ونزولهم بدار الضيافة المذكورة. وقد أشارت مصادر الجريدة إلى أن مقام السياح المعنيين بمراكش قد ميزته تحركات مشبوهة، ونظموا عدة رحلات مكوكية تجاه بعد أقاليم الشمال، لم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون قد تخللتها زيارات مكوكية للضفة الأخرى من البحر الأبيض، ما يؤشر على إمكانية تورطهم في بعض الاقترافات الخطيرة. وفيما نسبت بعض الأطراف الكومندو الذي قام بعملية المداهمة والتوقيف إلى مصالح مراقبة التراب الوطني، أكدت أطراف أخرى انتماءهم للمكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، الذي قام بنقل الموقوفين إلى العاصمة الرباط. إسماعيل احريملة