تم، مساء الخميس الماضي بمدينة ساوباولو البرازيلية، عرض الشريط الوثائقي "لون التضحية" (2006) لمخرجه البلجيكي من أصل مغربي، مراد بوسيف، خارج البرمجة، في إطار فعاليات الدورة ال 11 لمهرجان السينما العربية بالبرازيل. ويتوقف هذا الشريط (ساعة و20 دقيقة)، الذي يعرض لأول مرة في البرازيل، عند شهادات لقدماء المحاربين المنحدرين من البلدان المغاربية والإفريقية بشكل عام، كما يسلط الضوء على دورهم خلال الحرب العالمية الثانية، وهو الدور الذي تم تجاهله بشكل كامل من قبل التاريخ الرسمي. ويحكي الفيلم قصصا مؤثرة لتجارب جيل من قدماء المحاربين اضطروا إلى العيش وحيدين في فرنسا بعيدا عن أهلهم، خوفا من فقدان حقهم في معاش هزيل. كما يقدم الشريط نظرة أوضح حول الروابط المتعددة والمعقدة التي جمعت وما تزال تربط شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط، من خلال وثائق تاريخية، ومقابلات مع فاعلين ينتمون إلى تلك الحقبة ومداخلات لمؤرخين. وقد تم عرض الفيلم بالفضاء الثقافي "ألجانيا" بساو باولو بحضور المخرج وثلة من البرازيليين المنحدرين من أصول عربية مهتمين بالقضية التي يطرحها الشريط . وقال مدير المهرجان، جيرالدو أدريانو كامبوس، "لقد أردنا استغلال فرصة تواجد المخرج بيننا ولذلك عرضنا الشريط الوثائقي الذي لم يكن مبرمجا في البداية". وفي أعقاب ذلك، تمت مناقشة فيلم "رجال من طين" (2015) للمخرج نفسه والذي عرض في افتتاح الدروة ال11 لهذه التظاهرة السينمائية. يذكر أن بوسيف استقر رفقة والديه المغربيين في فرنسا وهو لم يكمل بعد عامه الأول قبل أن ينتقل إلى بلجيكا في سن السادسة. كما أن بوسيف، الحاصل على ديبلوم في الدراسات النفسية والاجتماعية، ينشط ضمن النسيج الجمعوي ببروكسيل منذ سنة 1996، لكن اهتمامه سرعان ما تحول إلى الفن السابع، حيث أخرج العديد من الأفلام القصيرة وأشرطة وثائقية قبل أن يخوض تجربة الأفلام التي تتمحور حول الحالات الإنسانية. وتشمل دورة هذه السنة من المهرجان 37 عملا سينمائيا جديدا يعكس تنوع القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية العربية كما يعالج علاقات البلدان العربية مع البرازيل ومع أمريكا اللاتينية، حسب المنظمين. كما يتضمن برنامج المهرجان، المنظم من قبل معهد الثقافة العربية (إيكارابي)، بشراكة مع المركز الثقافي "بانكو دو برازيل" ورعاية غرفة التجارة العربية البرازيلية، تنظيم لقاءات مع عدد من السينمائيين العرب والبرازيليين، ويتميز أيضا بإدراج فئة "الرسوم المتحركة" والتي ستنضاف إلى فئات "السينما الفلسطينية" و"حوارات عربية لاتينية" و"الزمن والذاكرة" و"الفيلم القصير" و"الفيلم الطويل". وبخلاف النسخة السابقة، التي توزع تنظيمها بين أربع مدن برازيلية (ساو باولو وريو دي جانيرو وبيلو أوريزونتي وفيتوريا)، سيقتصر تنظيم دورة هذه السنة من المهرجان، التي ستتواصل إلى غاية 28 من غشت الجاري، على مدينة ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل.