شهدت منطقة "البينيا" بالضاحية التطوانية، خلال اليومين الأخيرين حملة تمشيط واسعة ضد تجار المخدرات القوية ومساعديهم المنتشرين بهاته المنطقة الصعبة التضاريس، والسهلة في الافلاة من مطاردات الأمن. عمليات التمشيط والمطاردة التي خاضتها فرق من الأمن الولائي للشرطة القضائية، جاءت ردا على "تجبر" بعض تجار المخدرات القوية هناك، والذين دخلوا في صراع بينهم للإستيلاء على تجارة التقسيط التي تذر عليهم مداخيل مهمة، بفعل ارتفاع أعداد المتعاطين للكوكايين والهروين. بعض شهود عيان اكدوا ل"الأحداث المغربية" أن عمليات التمشيط لازالت مستمرة، رغم صعوبة تضاريس المنطقة وخطورتها، وكذلك تمكن تجار تلك المخدرات من الفرار والتخفي بسبب ضبطهم لمسالك المنطقة وتوفرهم على مخابئ خاصة، بل لهم من يشعرهم بقدوم العناصر الأمنية ليتمكنوا من الاختفاء قبل وصولهم. ومع ذلك تمكن عناصر الأمن من توقيف واعتقال مجموعة من المشتبه فيهم، يحملون ألقابا مختلفة تجعلهم ضمن خانة المروجين لهاته المادة السامة التي تسببت في مشاكل كبرى لمتعاطيها، خاصة وأنها من النوع الرديء التي لها انعكاسات سلبية على صحة متعاطيها. وكشف مصدر مقرب أن غالبية الكوكايين الذي يباع هناك مزور وخطير جدا، بل جله مجرد مسحوق لبعض أنواع حبوب الهلوسة، مما يجعل خطورته مضاعفة وهو الذي يتسبب في بعض الجرائم والحوادث، بحيث يصبح مستعمله خارج السيطرة ولا يمكنه التحكم فيما يقوم به، لكونه مجرد حبوب هلوسة مسحوقة يتم تعاطيها عن طريق الشم، وقد تكون مخلوطة بنسبة ضعيفة جدا من الكوكايين. ومما يؤكد ذلك، إضافة للتحليلات المخبرية التي تم القيام بها، رخص ثمن الجرعات المقدمة لعدد كبير من الشبان والشابات اللذين يصعدون بسياراتهم أو دراجاتهم النارية لحي "البينيا" لأخذ جرعاتهم، والتي أصبح ثمنها لا يزيد عن 50 درهم، في حين أن الجرعة الحقيقية تتجاوز 120 درهم. وإذا كان استعمال كل هاته السموم خطير، فإن استعمال المزور منها أخطر وفق مصادر عليمة. وتستمر حملة المصالح الأمنية في محاولة منها لوضع حد لنشاط زعماء تلك الكارتيلت التي تستغل الطبيعة للافلات، وأكد والي أمن تطوان في تصريحات سابقة، أن هدفه الأول والأخير هو القضاء على تلك الكارتيلات وجعل تطوان وضواحيها منطقة دون مخدرات قوية.