تميّز حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة لمهرجان "ثويزا"، يوم أمس الجمعة، الذي احتضنته القاعة الكبرى للقصر البلدي لمدينة طنجة بحضور كبير، وجوه من عالم الفكر و الأدب و السياسة و الفن، ولاغرابة، فلقد كان الجمهور العريض على موعد مع "هشام الجخ"، الملقب ب"هويس" الشعر العربي. وأحيا الشاعر المصري هشام الجخ حفل افتتاح دورة هذه السنة من مهرجان "ثويزا"، الذي ينظم تحت شعار "دفاعاً عن الطبيعة"، ويستمر الى غاية الأحد المقبل، وتفاعل الحضور مع أسلوب الجخ الذي يطرح مشاكل السياسة، ببساطة و سلاسة، بعامية صعيد مصر، حيث رأى النور.
ورغم إلحاح الجمهور الذي طلب منه قصيدة "أنا إخوان"، والتي انتقد فيها حكم الإخوان لمصر أيام الرئيس المعزول مرسي، رفض الجخ إلقاء قصائد تنتقد الأوضاع الداخلية في مصر، غير أنه تطرق للشأن المصري الداخلي همزا و لمزا أكثر من مرة. وقال الجخ: "لن ألقي قصائد عن مصر خارجها، وهذا مبدأ لن أتخلى عنه"، وأضاف ضاحكاً: "لن ألقيها لأنها لن يكون لها طعم دون ما يخدوك أمن الدولة على جنب بعد ما تقولها". وباللهجة العامية الصعيدية الأصيلة، ألقى الجخ قصائد عن الحب، ليبحر مع الجمهور في عالم من المشاعر وقصص عشق لا تنتهي. وألقى الجخ أشهر قصائده ك"التأشيرة" و"تلت خرفان" و"24 شارع حجاز" و "متزعليش" و "بغير" و "الجدول" و قصيدة "طبعاً مصليتشي العشا" أمام جمهور المهرجان. بالعامية كما بالفصحى، وجدت كلماته وطنًا لها في طنجة. وعرف حفل الافتتاح كذلك تقديم وصلات فنية من التراث الأمازيغي المغربي لفرقة "أجيال الريف"، التي توجت هذه السنة بجائزة المهرجان عن أحسن مجموعة فنية للهواة.
وسيكون جمهور المهرجان على موعد ليلة اليوم السبت مع سهرة ل"ملك الراي" الشاب خالد والفنانة المغربية المتألقة لطيفة رأفت، وذلك على منصة المرسى. وسيعرف المهرجان أيضًا تنظيم ندوة احتفاء بالكاتب المغربي الراحل محمد شكري، تحت عنوان "شعراء في ضيافة شكري"، فيما سيحاور الكاتب والشاعر المغربي أحمد عصيد المفكر التونسي يوسف الصديق في ندوة حول "القراءات الجديدة في الفتوحات الإسلامية". وأورد بيان للمهرجان أنه لإضاءة حضور الطبيعة في التراث، سيلتقي رواد مهرجان ثويزا مع الفيلسوف والأديب المصري يوسف زيدان، الذي سيلقى محاضرة أكاديمية حول الموضوع. وأضاف البيان أن إدارة المهرجان ستحرص على برمجة فقرات فنية وفكرية وأدبية متنوعة، بمشاركة أسماء إبداعية من المغرب ومن الخارج، كما ستحافظ هذه التظاهرة على مبادرتها في تخليد أدب الكاتب العالمي محمد شكري، من خلال نزول أصوات شعرية متألقة ضيوفا على "خيمة شكري" بإحدى المقاهي التاريخية المشهورة في مدينة طنجة. وستنظم على هامش المهرجان ندوة "قراءة في مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية"، وتختتم ندوات الدورة الحالية بندوة "في الحاجة إلى التنوير". وأكد القائمون على المهرجان أن الهدف من إقامته هو تعزيز حضور وفعالية الثقافة الأمازيغية وفتح فضاءات للتبادل مع الثقافات الأخرى لحوض البحر المتوسط والعالم، وهو ما جعل المهرجان واحدا من أكبر التظاهرات الثقافية بشمال المغرب، الذي يجمع بين الحداثة في الوسائل التقنية الموضوعة مع التقليد الثقافي العريق للهوية الأمازيغية. وتستضيف هذه الدورة بالمناسبة الأديب والمفكر المصري يوسف زيدان، والفيلسوف التونسي يوسف الصديق بالإضافة للأساتذة حسن أوريد و أحمد عصيد وبولعيد بودريس و أحمد زاهد. ومساهمة من مؤسسة المهرجان في النقاش المجتمعي حول مشروع القانون التنظيمي للغة الأمازيغية، ونظرا لأهميته وانسجامه مع الفلسفة العامة للمهرجان ،فقد تمت برمجة ندوة ستخصص لقراءة في مضامين المشروع المطروح مؤخرا من طرف الحكومة، و ذلك بشراكة مع مركز الثقافة و الأبحاث الأمازيغية بطنجة. يذكر أن دورة هذه السنة من مهرجان "ثويزا"، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، تحتفي بالبيئة وتكرم الأدب المصري.