عاد طيف الكاتب والأديب العالمي، محمد شكري، ليجول في مقهى "الحافة" بمدينة طنجة، بعد أن غيبه الموت عن هذا الفضاء التاريخي لأزيد من 13 سنة، والمناسبة كانت الملتقى السنوي "خيمة شكري"، التي نظمت صباح اليوم في إطار الدورة الثانية عشر لمهرجان "ثويزا"، الذي انطلقت فعالياته مساء أمس الخميس. واختار المنظمون، بصم صبيحة هذه السنة لهذا الملتقى بطابع أدبي، التأم خلالها مجموعة من الشعراء المقربين من الأديب العالمي الراحل محمد شكري، تحت يافطة "شعراء في ضيافة شكري"، تناوبوا خلالها على بث قراءات شعرية على أسماع الجمهور الحاضر. ويأتي اختيار "مقهى الحافة"، لاحتضان هذا الملتقى، حسب ما أكده مؤطر النشاط، الإعلامي عبد اللطيف بن يحيى، من منطلق ما يشكله هذا الفضاء التاريخي من أهمية في أعمال الكاتب الراحل محمد شكري، الذي كان يداوم على ارتياد المقهى خلال حياته، رفقة العديد من أصدقائه المقربين، ضمنهم الكاتب الأمريكي بول بولز. ومنذ سنة 2006، شكل الملتقى السنوي "خيمة شكري"، فقرة قارة ضمن فقرات البرنامج الأدبي والفكري والفني لمهرجان "ثويزا"، وهو الاسم المرادف لمهرجان الثقافة الأمازيغية، وهي الفقرة التي شهدت قبل ثلاث سنوات من الآن الإعلان عن ميلاد "مؤسسة محمد شكري"، التي يشرف على تسييرها الإعلامي والشاعر عبد اللطيف بن يحيى، أحد اهم الأصدقاء المقربين لهذا العلم الفكري والأدبي. وتحت شعار "دفاعا عن الطبيعة"، انطلقت مساء أمس الخميس، فعاليات الدورة الثانية عشر لمهرجان "ثويزا"، بأمسية شعرية أطرها الشاعر المصري، هشام الجخ، احتضنها فضاء قصر بلدية طنجة، وسط حضور كثيف من طرف المهتمين. وحرص الجخ، خلال هذه الأمسية، على عدم بث موقف بشان الأوضاع الداخلية في مصر، بدعوى أن هذه "لن يكون لها طعم دون ما يخدوك أمن الدولة على جنب بعد ما تقولها" حسب ما صرح به ضاحكا أمام الجمهور، الذي اكتفى بإسماعه مجموعة من القصائد التي يتغنى فيها بالحب ومشاعر العشق الإنساني. وتقترح الدورة الحالية لمهرجان "ثويزا" المنتظر أن تمتد حتى يوم الأحد المقبل، برنامجا فنيا وأدبيا وبيئيا حافلا، حيث تستضيف هذه الدورة الأديب والمفكر المصري يوسف زيدان، والفيلسوف التونسي يوسف الصديق بالإضافة للأساتذة حسن أوريد و أحمد عصيد وبولعيد بودريس و أحمد زاهد. ومساهمة من مؤسسة المهرجان في النقاش المجتمعي حول مشروع القانون التنظيمي للغة الأمازيغية، ونظرا لأهميته وانسجامه مع الفلسفة العامة للمهرجان ،فقد تمت برمجة ندوة ستخصص لقراءة في مضامين المشروع المطروح مؤخرا من طرف الحكومة، و ذلك بشراكة مع مركز الثقافة و الأبحاث الأمازيغية بطنجة.