مشاكل شاطئي سلاوالرباط لاتنتهي، وفي انتظار أن يستفيد السلاويونوالرباطيون من شاطئ بمواصفات جيدة، استحضارا لإرتباطهم منذ القدم بالبحر، في انتظار ذلك، لاتجد فئة واسعة من ساكنة المدينتين وهي تتوجه للشاطئ إلا رفع شعار ‘مجبر أخاك لابطل'. فموجات الحرارة العالية لم تترك للآلاف من المواطنين، فرصة للإختيار بل حتمت عليهم لإطفاء النار المشتعلة في أجسادهم، وجهة واحدة، إما شاطئ الرباط، أو ما تبقى من شاطئ سلا، الذي لازال يعيش على وقع أوراش الأشغال في إطار إعادة تهيئة ضفتي أبي رقراق.
وبالرغم من عدم جودة مياههما، وتغير لون ونظارة رمالهما، وانتشار الأزبال، التي لاتنفع معها تلك الحملات المتفرقة، في غياب وجود حاويات خاصة، لجمعها، بالرغم من كل ذلك، تتوجه للشاطئين، العديد من الأسر السلاويةوالرباطية نزولا عند الرغبة الجامحة لأطفالها والآلاف من الشباب، وعدد من زائري المدينة، خصوصا في أجواء القيظ وفي نهاية الأسبوع، حيث يعم الإكتظاظ، وتنتشر بكثرة الشمسيات. خدمات استجمام في حدودها الدنيا لاوجود للماء الصالح للشرب، ولا للمراحيض العمومية، ولا لمحلات بيع المأكولات ، فقط هناك دوش ومرحاض متنقل بسلا، ومقهى بالرباط ، وحراس سيارات يفرضون أثمنتهم، دون ذلك، يضطر المصطافون إلى قضاء الحاجة في الخلاء أمام أعين الآخرين، أو قرب ضريح سيدي اليابوري، وهو وضع يلزم العائلات والزوار إلى استقدام قنينات الماء ووجبات أكل خفيفة ضرورية معهم حتى لايعانوا من العطش والجوع. من جانب آخر، يعيش زوار الشاطئ على أعصابهم بفعل كثرة عمليات السرقة ، أمام التغطية الأمنية المتوسطة غير الكافية التي يؤمنها بضعة عناصر أمن وقوات مساعدة، حيث يلجأ العديد من اللصوص المحترفين من مختلف الأعمار، وذوي السوابق الذين لايستحيون من تناول المخدرات أمام الملء والتحرش الجنسي بالأجساد الأنثوية التي يستهويها الشاطئ للإستجمام والسباحة. استغلال الإكتظاظ والهفوات يسهل على اللصوص شن غاراتهم على أغراض المصطافين وكل ما ملكت أيديهم من ملابس، نقود، هواتف نقالة، والأمثلة عديدة في هذا المجال . نسوق هنا إحدى الحالات لموظف لبى رغبة ابنتيه بعد ضغطهما وضغط الأجواء الحارة، حيث ما ان رافق الطفلتين لملامسة برودة مياه الشاطئ ، حتى قام مجهولون بسرقة ملابسهم ، ولحسن الحظ لم يتم استهداف مفاتيح السيارة التي كانت في كيس صغير ، ليعود الجميع شبه عراة ولسان حالهم مليء بالسخط والغضب. لم يستسغ عدد من المتتبعين لأحوال المدينة ماجاء في الموقع الإلكتروني للجماعة الحضرية لسلا الذي افتتحته هذه الأخيرة بداية السنة الجارية والذي يتحدث عن ‘توفر مدينة سلا على شاطئ جميل بمواصفات جميلة'. وقد سبق وتم لفت انتباه المشرف على الموقع كون هذا الكلام مخالف للواقع، لكن بقي الوصف كما هو، ونترك للقارئ والمواطن السلاوي الحكم على مصداقية هذا الموضوع إلى إشعار آخر، وهو نفس الكلام الذي وجه لمسؤولة محلية قالت أن هناك مرافق وبنية تحتية لائقة بشاطئ سلا في حين لاوجود لذلك ، ماعدى مقر الأمن والوقاية المدنية والقوات المساعدة، في انتظار أن يتبين مخطط وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بخصوص الشاطئ.. والذي يأمل مواطنو المدينة أن يكون في مستوى تطلعاتهم.