أصبح السياح المغاربة والمهاجرين العابرين للتراب الإسباني، في كثير من الأحيان لقمة سائغة في يد مافيات السرقة المنتشرة بشبه الجزيرة الإيبرية، وتعتمد أساليب وطرق مختلفة في عمليات السرقة تلك، بعضهم حافظ على الطريقة التقليدية من خلال النشل والسرقة من السيارات، وآخرون من خلال التنكر في زي رجال الأمن وحتى "إف بي أي" الأمريكية. يوم الأحد المنصرم، تعرضت أسرة مغربية، تقضي عطلتها بأحد أفخم الفنادق بالعاصمة مدريد لعملية سرقة لأموالها وحليها، بطريقة الأفلام العالمية، من طرف لصوص محترفين، تنكروا في شخصية عناصر "إف بي أي" ليقوموا بعمليتهم تلك. محققين نجاحا باهرا في نهب ممتلكات الأسرة المغربية، التي لم تشعر انها ضحية إلا بعد فرار المعنيين وتركهم مصدومين. ووفق معطيات القضية التي شغلت بال المصالح الأمنية الإسبانية، وجعلتها تتعقب آثار الفاعلين، فإن شخصين لا تعرف هويتهما ولا جنسيتهما، انتحلا صفة عناصر البوليس الفيدرالي الأمريكي، ليقوما بإيهام الزوجين المقيمين في واحد من أفخم الفنادق المدريدية، بكونهما محققان فيدراليان قبل أن يتمكنا من سرقة مبالغ مالية كبيرة وحلي نفيسة، من الزوجان المغربيان اللذان يقضيان عطلتهما بالعاصمة مدريد. وكان الزوج البالغ من العمر 50 سنة، عند بوابة الفندق صبيحة يوم الأحد، حينما اقترب منه شخص يرتدي قميص يحمل شعار "إف.بي.أي"، وقدم نفسه على أساس أنه شرطي فيدرالي، فيما بقي زميل له بالسيارة من نوع فورسفاكن س.80 مستعد للإنطلاق. ليوهم الزوجان بكونه مختص في المراقبة والتحقق من محتويات حقيبة يد كانت تحمله الزوجة. لم تتوانى الزوجة في الإنصياع لأوامر الشرطي، وتسهيل عمله في مراقبة محتوى الحقيبة التي تحملها، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية المكثفة التي تعرفها الدول الأوربية ومنها إسبانيا، بسبب الأحداث الإرهابية الأخيرة. حيث كانت الحقيبة الشبيهة ب"صامصونيط"، تحتوي مبالغ مالية تصل 4000 أورو (أكثر من 4 ملايين سنتم)، إضافة لحلي نفيسة كانت بداخلها. في رمشة عين ودون ان ينتبه الزوجان، كان عنصر الشرطة الفيدرالية، قد امتطى السيارة المستعدة للفرار، وانطلق برفقة زميله كالبرق مختفيا عن الأنظار، تاركا الزوجان في صدمة مما حدث وغير مستوعبين للواقعة. قبل أن يتم استدعاء المصالح الأمنية، التي فتحت تحقيقا في الموضوع، معتمدة على الكاميرات المنتشرة بمحيط الفندق، للتحقق من هوية المشتبه فيهم وتحديد ملامحهم قبل تعميم صور لهم. وقال مصدر أمني إسباني أن المصالح الأمنية مهتمة بالموضوع، وأنها على أثر الفاعلين بعد تمكنها من تحديد هويتهما، في وقت يعرف هذا النوع من السرقات انتشارا بالطرق الإسبانية، خاصة وأن الكثير من اللصوص أصبحوا يتقنون انتحال صفة رجال أمن، ويقيمون حواجز امنية مزيفة ببعض المناطق على الطريق، لاصطياد سياح مغاربة أو مهاجرين قادمين من دول أوربية مختلفة، حيث سقط ضحيتهم عدد لا يستهان به. ويعمد عناصر الشرطة المزيفين للإنتشار ببعض الطرق أو حتى محطات البنزين، ليلا وأحيانا نهارا، بحيث يقيمون حواجز مزيفة ويحملون شارات ولباسا أمنيا وكل شيء مما لا يثير أي شكوك. ليقوموا بإيقاف السيارة ليطالبوا السائق بالتصريح بما يمتلكه من أموال، مدعين انهم يبحثون عن أموال مزورة، وعليه أن يقدم لهم ما يمتلكه للتأكد من أنها عملة سليمة. وغالبا ما يسقط السائق في شراك خطة العناصر الأمنية المزيفة، التي بمجرد ما تحمل الأموال بين يديها حتى تنطلق مسرعة لحيث لا يدري، ونادرا ما يتم الوصول لاعتقال المشتبه فيهم، حيث أصبحت عمليات الحواجز الأمنية المزيفة في تزايد، وتكتفي السلطات الإسبانية في الغالب بتحذير المسافرين بعدم التوقف بها، وتفادي السفر ليلا ببعض المناطق الخطيرة.