احتشد ما يزيد عن 500 مواطن من قاطني أكبر حي صفيحي بمكناس "النزالة الرداية"، رغم الإعلان عن مكناس مدينة بدون صفيح منذ سنة 2005، يمثلون مختلف الأعمار والأجناس، أطفال وشباب وشيوخ ونساء، أمام مدخل مطرح النفايات، قاطعين الطريق على شاحنات نقل القمامة، ورافعين شعارات قوية بحت بها حناجر المحتجين، مكسرة هدوء المنطقة من قبيل "هذا عيب هذا عار أطفالنا في خطر" ثم " البوليس هاهو والمسؤولين فينا هما"، في إشارة إلى غياب مسؤولين عن عمالة مكناس وجماعة مكناس الحضرية ومندوبية الصحة ومندوبية البيئة، اللهم عناصر الشرطة والسلطة المحلية، حيث طالبت الساكنة، في إشعار سابق، بضرورة حضور عامل الإقليم ورئيس المجلس البلدي بمكناس عبد الله بوانو، ومندوب الصحة ومندوب البيئة، للوقوف عن كثب على حجم الخطر الذي بات يتهدد الساكنة المجاورة لمطرح النفايات في صحتهم وحياتهم، بسبب القنوات والصهاريج الكبيرة التي تخزن فيها سوائل سامة نتجت عن عصارة أطنان القمامة التي تأتي من كل أحياء مكناس، الراقية منها والشعبية بعد تخمير النفايات لأيام كثيرة.
و كشف ممثلون عن الساكنة المحتجة، في تصريح خصوا به "الأحداث المغربية" أنه من خلال إحصاءات تم إجراؤها بالحي الصفيحي المذكور، تبين أنه ما يفوق 800 قاطن بالحي، أصيبوا بأمراض الربو والحساسية وأمراض جلدية محتلفة، كما أصيب عدد منهم بأمراض العينين، وظهور تقرحات بجلد الرأس، وهو الأمر الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا يقض مضجعهم، ويدق ناقوس خطر و وباء قادم وكارثة بيئية لا محالة.
وأمام تجاهل المسؤولين، يقول المتحدثون أنفسهم، لشكايات مواطني حي النزالة الصفيحي الذي يفوق عدد سكانه 4000 نسمة، قرروا تجسيد هذا الاعتصام الإنذاري، ملوحين في حال استمرار تجاهل مطالبهم، وغياب التفاعل بجدية مع مشاكلهم التي تهدد الحرث والنسل، سيخوضون احتجاجات أكثر تصعيدا، بدءا بمنع دخول شاحنات القمامة إلى المطرح المذكور، مضيفين أن أحياء أخرى كثيرة بمكناس مهددة بتلوث بيئي خطير، ناتج عن حرق النفايات والروائح الكريهة المنبعثة من صهاريج عصارة الأزبال السامة والغازات التي تفرزها بعد عملية التخمير.