محمد بن عيسى سياسي مغربي سابق، مزداد بمدينة أصيلة سنة 1937 شغل منصب وزيرة الخارجية في حكومة التناوب التوافقي تحت رئاسة الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي من أبريل 1999 إلى أكتوبر 2007 . منذ صغر سنه، أعرب عن ولعه بالثقافة ومجال الاتصال وفي عمر السادسة عشر انتقل إلى مصر لدراسة الصحافة. عام 1961، حاز على منحة لمتابعة دراسته في أميركا و حصل على شهادة بكالوريوس في الصحافة من جامعة مينيسوتا ، وهي الجامعة التي منحته شهادة الدكتوراه الفخرية عام 2007. وبدأ عمله كملحق إعلامي في البعثة المغربية الدائمة إلى الأممالمتحدة. ثم تطورت مهنته بسرعة على مر السنوات، فضمن مهمته كمبعوث إلى الأممالمتحدة، قام بدراسات حول مناطق مختلفة في أفريقيا لتقييم ظروفها التنموية والبيئية وساهم في البحث عن حلول طويلة الأمد لتحسين الظروف المعيشية فيها. عام 1976، عاد إلى المغرب وترأس إدارة جريدة تصدر باللغتين العربية والفرنسية، وأصبح عضو المجلس البلدي، ثم تم انتخابه كنائب في البرلمان المغربي ممثلاً مدينته أصيله. وقد كان هذا الترشيح الخطوة الأولى في مهنة سياسية ذات وزن ثقيل. عام 1977، تم انتخابه كنائب في البرلمان، وعام 1983، انتُخِبَ كعمدة أصيلة وحافظ على هذا المنصب لمدة 27 عاماً حتى تاريخه. بين عامي 1985 و1992 تولى منصب وزير الثقافة. تم تعيينه من طرف الملك الراحل الحسن الثاني كسفير للمملكة المغربية في الولاياتالمتحدةالأمريكية من 1993 إلى 1999. بدأ مساره في الديبلوماسية المغربية قبل أن يلج عالم المنظمات الدولية التي أكسبته تجربة مهمة. استفاد من تخصصه في التواصل والاتصال، واهتمامه الثقافي الذي جعله مستشارا ثقافيا في الممثليات الدبلوماسية المغربية في العديد من الدول. دخل المشهد السياسي المغربي من بوابة حزب التجمع الوطني للأحرار كواحد من الأعيان، وباسمه دخل مجلس النواب، وترأس لمدة ربع قرن بلدية مدينة أصيلة. اشتغل بالثقافة واهتم بها قبل أن يعين وزيرا للثقافة، ورغم عودته للمجال الدبلوماسي كسفير ثم كوزير خارجية، بقي مهتما بالشأن الثقافي وساهم إلى جانب آخرين في إطلاق مهرجان مدينة أصيلة، الذي كان له حضور دولي وصيت عالمي. اشترك مع الطاهر بن جلون في تأليف كتاب "حبوب الجلد" عام 1974، و أنجز مجموعة من الدراسات والمقالات والأبحاث التي نشرت في عدد الصحف والمجلات. ركزت دراساته حول موضوع التنمية والاتصال والبيئة في أفريقيا. حصل محمد بن عيسى على عدة جوائز منها، وسام العرش من درجة ضابط كبير عام 2008، وجائزة الأغا خان للهندسة المعمارية لمشروع التنمية الحضرية لمدينة أصيلة عام 1989، وميدالية بيروالبلدية عام 2003، وجائزة الشيخ زايد (شخصية العام الثقافية) عام 2008. في شتنبر 2015 نجح محمد بن عيسى، في تبوء رئاسة مجلس بلدية مدينة أصيلة، لفترة انتدابية جديدة تمتد لست سنوات، بعدما تم انتخابه بأغلبية مطلقة من طرف أعضاء المجلس الجماعي . وحصل محمد بن عيسى، الذي كان قد تقدم كمرشح مستقل للانتخابات الجماعية التي جرت يوم 4 شتنبر الماضي، على دعم 27 مستشارا من أعضاء مجلس بلدية أصيلة، مقابل صوتين فقط لصالح يونس الطاوي، مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار لهذا المنصب. كما صوت أعضاء المجلس الجماعي بالأغلبية، على لائحة المكتب المسير المقترحة، والتي حملت كلا من توفيق الوزاري، سهيلة حبيبي، عبد الله الكعبوري، طارق غيلان، عائشة التسولي، وفاطمة الفيتي . وتعتبر الولاية الجديدة التي سيتولى خلالها محمد بن عيسى، تسيير مجلس بلدية أصيلة لست سنوات جديدة، الخامسة من نوعها، حيث حافظ على هذا المنصب منذ أزيد من 27 سنة، مما يعكس، حسب فعاليات محلية في أصيلة، حجم الثقة التي يحظى بها بن عيسى في هذه المدينة، التي تتطلع لإقلاع اقتصادي يثمن مؤهلاتها السياحية والثقافي. عن تجربة الحياة والدراسة بأمريكا يقول بنعيسى في إحدى حواراته ‘‘ أنا تعلمت من أمريكا أشياء مهمة، تعلّمت مثلا الصدق وأكره شيء عند الانسان هو الكذب فى نظري. وأنت تعلم أن نيكسون خرج من "البيت الأبيض" لأنه كذب.. تعلمت أيضا أن أستمع الى الآخر وكان أساتذتى فى الجامعة يستمعون الى الطالب بانتباه شديد، وأحيانا يقولون له أنت على حق! وهذا شيء نادر فى جامعاتنا العربية إذ أن الأغلبية الساحقة من الأساتذة يعتقدون أنهم معصومون من الخطأ. الشيء الآخر الذى تعلمته هو الاخلاص فى العمل والبساطة فى الحياة. أذكر أنى عندما وصلت إلى أمريكا، كنت أرتدى بدلة وأضع رباط عنق وبعد أشهر اكتشفت أننى أصبحت أضحوكة.. لذا سارعت بتسليم كل ما عندى من ثياب لاحدى المؤسسات الخيرية، واقتنيت ثيابا بسيطة كباقى الطلبة، ثيابا تساعدنى على السرعة فى كل شيء. وحتى أتعلم اللغة الأنجليزية جيّدا سكنت مع طالب أمريكى كان والده من الهنود الحمر، متزوج من سيدة بيضاء من أصل سويدى وفى نهاية كل أسبوع كنت أذهب معه للعمل فى احدى المزارع. وهناك تعلمت السياقة، والعمل الزراعى وأشياء أخرى كثيرة. وبطبيعة الحال تعلمت اللغة بشكل جيّد، الشيء الآخر الذى تعلمته هو احترام الآخر، وتعلمت أن أتعايش مع أناس من مختلف الأجناس والثقافات والأديان.. هذا ما تعلمته فى أمريكا.. والحمد لله أنى لم أصبح مدمنا على المخدرات، وعلى أى شيء آخر مثلما حصل ويحصل ‘‘. يلعب مهرجان "أصيلة" الثقافي المغربي الذي يعقد في مدينة "أصيلة" بالمغرب خلال شهر غشت سنويا دورا بارزا من أجل تحقيق التفاهم بين الشرق والغرب فضلا عن كونه يسهم عبر ندواته المتميزة في تفعيل التعاون العربي المشترك لرفد الحضارات وزيادة الحوارات التي من شأنها الاسهام في التنوع الثقافي. شكل مهرجان "أصيلة" الثقافي الدولي منذ ما ينيف عن ثلاثة عقود ، محطة هامة ، وفضاء علميا وفنيا وثقافيا عربيا ودوليا ، حيث أضحى موسما سنويا تتشكل مواضيعه بتشكل ألوان مدينة "أصيلة" البهية، ولا يمكن الحديث عن هذا المهرجان دون استحضار دور محمد بنعيسى فيه. وُجد مهرجان أصيلة منذ البداية ليكون حواراً بين الثقافات. يقول بنعيسى مضيفا "أنه أول ما كتب أفكاره على هذا الموضوع كان في فندق في البحرين في 79/1978. في ذلك الوقت، لم يعترف بالفن من الجنوب في دول الشمال و لم يكن يُعّرف حتى". هناك طريق واحد تجاه الشمال يجعل فنانيهم و مثقفيهم يتركون بلادهم آملين في الحصول على سمعه عالمية. أراد بتأسيسه لمهرجان أصيلة المساهمة في بناء طريق في الإتجاه الآخر. لذا دعا الفنانين من جميع أنحاء العالم للعمل سوية في مهرجان أصيلة لبناء حوار بين الثقافات، من أمريكا اللاتينية، أفريقيا، أوروبا، آسيا، و أمريكا الشمالية.