بعد حرب ضروس خاضتها سلطات تطوان لإخلاء بعض شوارع وسط المدينة من الفراشة، خلال شهر رمضان المنتهي، يعود المشكل مجددا للواجهة بعد أن حاول عشرات من البلعة الجائلين العودة عنوة لاحتلال الشوارع، بل واستعمال القوة وأسلوب البلطجة لفرض سلطتهم مجددا.
وكان شارع الجزائر الذي يعيش كارثة اسمها الباعة الجائلين، قد شهد صبيحة يوم الأحد توترا خطيرا، بين الفراشة الرافضين لقرار الإخلاء والسلطات المحلية التي تصدت لهم، حيث تم نشر عدد من عناصر القوات العمومية بمختلف تشكيلاتها، لمنع هؤلاء من العودة مجددا لاحتلال الشارع المذكور. كل طرف حاول فرض سيطرته وقوته على أرض الواقع، بل أن بعضا من هؤلاء الباعة استعمل أسلحة بيضاء في مواجهة قائد المقاطعة وبعض أعوان السلطة، مما دفع بالمصالح الأمنية لاعتقال بعضهم، خاصة ممن حاولوا استعمال القوة وتهديد أفراد السلطة المحلية بأسلحة بيضاء. مقابل ذلك يدعي بعض الباعة أنهم لم يتفقوا على افراغ الشارع بشكل نهائي، وانهم تزامنا مع الزيارة الملكية يفرغون الشارع بين الفينة والأخرى عندما تستدعي الضرورة ذلك، مطالبين بالبحث عن حلول عملية لوضعيتهم، خاصة وأن البيع بالتجوال يعتبر مورد رزقهم الوحيد. إلا أن سكان الشارع المعني، وعدد كبير من المواطنين يطالبون بإفراغ تلك الشوارع من الباعة الجائلين، وإعادة تنظيمهم بشكل لا يضر بجمالية المدينة من جهة، وحقوق ساكنة تلك الشوارع المتضررة من احتلال الفراشة، والذين قدموا عشرات الشكايات للسلطات المحلية. وكشفت بعض المصادر العليمة، أن عمليات احصاء تمت في وقت سابق لأجل تسجيل الباعة الجائلين، بهدف تمكينهم من مربعات باسواق القرب التي تشرف على الانتهاء، والتي قد تكون تجربة جيدة، لكن هناك من يريد اجهاضها خاصة وان الكثيرين يريدون التمركز بوسط المدينة، ولو على حساب السكان والباعة القانونيين. وينتظر الرأي العام بتطوان والمواطنين عامة، موقف السلطات وخاصة والي الجهة مما يحدث، مطالبين بمزيد من الحزم لمنع الترامي على الملك العام، والتسريع بحل مشكل هؤلاء الباعة خاصة ممن لهم أسر يعيىلونها.