على الثانية من صباح اليوم الأربعاء، نزل خبر وفاة بوشعيب بن حميدة، رئيس الفدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية كالصاعقة على معارفه وزملائه، بالنظر إلى الفراغ الكبير الذي سيخلفه رحيل هذا الرجل الذي يوصف بالمقاول «المواطن» و«المناضل» والمدافع الشرس عن المقاولة المغربية في أبعد تجلياتها. وتكررت غيابات بوشعيب بنحميدة خلال السنوات القليلة الماضية عن مقر الفدرالية الوطنية للبناء والأشغال، قبل أن تنقطع نهائيا منذ حوالي 15 يوما. و تأثر بنحميدة كثيرا بوفاة ابنته زينب التي توفيت رفقة زوجها فريد برادة المدير العام ل«كولورادو» وأبنائهما خلال حادث سقوط الطائرية السياحية، التي اقتنتها الأسرة وذلك بعيد اقلاعها من غرونوبل الفرنسية في سنة 2012. لكن أحزان بنحميدة، لم تنته عند هذا الحد، إذ بعد سنة من ذلك، سيصاب بفاجعة ثانية تمتثلت في وفاة ابنته الوحيدة المتبقية بعد مرض عضال، ليدخل الفقيد في حالة من الحزن الشديد، لازمته خلال السنوات الأخيرة. ويعد بوشعيب بنحميدة من الأعضاء النشيطين بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث يحتفظ له التاريخ بمعارضة حملة التطهير التي قادها وزير الداخلية الراحل إدريس البصري في تسعينيات القرن الماضي، حيث واجها بنحميدة رفقة عبد الرحيم الحجوجي الذي كان ساعتها رئيسا للباطرونا. ومن أبرز المحطات الأخرى التي عاشها بنحميدة، هي عملية التدقيق والتمحيص التي باشرها رفقة مهندسين آخرين للعقد المبرم مع «ليديك» للتدبير المفوض حيث وقف بنحميدة على الكثير من الاختلالات كانت ستضر بمصالح المغرب. كما اشتهر بنحميدة كذلك، بالدفاع عن حق المقاولة المغربية في الصفقات العمومية، إلى جانب دفاعه عن قيم الشفافية والمنافسة الشريفة وقيم المواطنة داخل النسيج المقاولاتي المغربي.