ما الذي حدث ليلة الجمعة الماضية بعد انسحاب ممثلي المرشحين الرافضين لاستمرار عملية الفرز بعد وقوفهم على الفارق بين عدد الأصوات المعبر عنها (722) وعدد المصوتين (713)؟ سؤال يطرحه عدد من المرشحين بمعية ممثليهم، بعدما فوجؤوا –حسب بعضهم – بقرار استمرار عملية فرز الأصوات رغم توصل اللجنة المشرفة على سير عملية الانتخاب والفرز، بمحضر الداعين لإعادة عملية الاقتراع بسبب الاختلالات التي شهدها انتخاب المناديب بسلا وهي كثيرة، تم الوقوف عليها منذ يوم الأربعاء 11 ماي الجاري. وفي هذا السياق، قال نجيب الجديدي ممثل المرشحين ال 17 الموقعين على بيان مشترك يعدد الاختلالات، وبناء على محضر عد الأصوات المسلم للجنة المشرفة «أنه تم الاتفاق مع العضو الموفد من إدارة التعاضدية، على أن فارق صوت واحد بين ما يوجد في الصندوق وعدد المصوتين يدعو لإعادة الانتخاب». كما ألح على وجود فرق بين عملية عد الأصوات وعملية الفرز، وأضاف «نحن لم نتفق على عملية الفرز بل خرجنا عند وقوفنا على فارق الأصوات»، وأكد عزم هؤلاء على الطعن في نتائج هذه الانتخابات بمعية مرشحين آخرين، بكل الوسائل القانونية الممكنة، معتبرا ما وقع «توافقا من بعض الأطراف على ذبح الديمقراطية والنزاهة والشفافية». فيما اكتفى أحد المرشحين الرافضين لاستمرار أطوار الاقتراع بهذا الشكل بالقول للجريدة أن ما بني على باطل فهو باطل، وأن ما يهم بعض الأطراف ليس هذه المحطة بل الجمع العام الوطني المقرر عقده في 22 ماي الجاري بأكادير. من جهة أخرى، علمت "الأحداث المغربية" أنه مباشرة بعد وصول الفريق الموفد من قبل اللجنة المركزية للإشراف على الانتخابات لسلا، وبعد نقاش مستفيض، تم الشروع في عملية عد الأصوات التي أسفرت نتائجها عن انسحاب الطرف الداعي لإعادة الاقتراع بعد الوقوف على فارق الأصوات، فيما استمر باقي ممثلي المرشحين الآخرين في عملية الفرز إلى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة 13 ماي، حيث توصلت الجريدة بأسماء لائحة المناديب الذين أسفر عنهم الفرز، وذكر بانتمائهم النقابي رغم ترشحهم بشكل فردي وهم الصنهاجي المنتمي للجامعة الحرة للتعليم، مراد لكحل المنتمي للاتحاد المغربي للشغل، وآمال عميمي من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم. وتعليقا على هذه النتائج، اعتبر محمد لكحل وهو أحد المرشحين الذي أسفرت عنه نتيجة الفرز كمنتدب رسمي في اتصال مع "الأحداث المغربية"، أن «الفرز هو الذي حمل هذه النتيجة، وأنني حصلت على هذه النتيجة بناء على عدد الأصوات ليس إلا». أما المرشحة المحسوبة على الجامعة الوطنية لموظفي التعليم آمال عميمي فقالت في تصريح ل"الأحداث المغربية"، بعدما وقفت على الخروقات التي شهدتها عملية الانتخاب شكلا ومضمونا خصوصا يوم الاقتراع في 11ماي الجاري «إننا قمنا بالاحتجاج على ما وقفنا عليه من اختلالات وسمت علمية الانتخاب، واتفقنا على استمرار عملية التصويت، كما تشبثنا بإجراء الفرز بمكتب التصويت بسلا لتفويت الفرصة على من كان يريد استغلال الوضع لصالحه، وبالتالي استمررنا في الدفاع عن مطلب إجراء الفرز بعين المكان، ما فرض على إدارة التعاضدية إيفاد لجنة للقيام بفرز الأصوات، وتسجيل ملاحظات كل المعنيين بمحضر عملية الفرز، مع احتفاظ الجميع بحق الطعن بكل الطرق المتاحة في النتائج». للتذكير، كان أكثر من 17 مرشحا قد وقعوا على بيان مشترك يقفون فيه على الاختلالات الخطيرة التي شهدتها عملية الانتخاب بمكتب سلا معبرين عن رفضهم نتائج الاقتراع وطالبوا التعاضدية العامة بإعادة الانتخاب وتوفير الشروط الموضوعية لإجراء اقتراع حر ونزيه، بعيدا عما وصفوه أشكال التلاعب، وضمانا لتمثيلية فعلية لمناديب الأسرة التعليمية. كما شدد المرشحون الموقعون على البيان المشترك غلى «احتفاظهم بالحق في الطعن واللجوء الى القضاء، وعدم الاعتراف بكامل النتائج برمتها». كما سلم ممثلو المرشحين الرافضين لاستمرار عملية الفرز للجنة الإشراف، محضر وقوفهم على فارق الأصوات بين المعبر عنها وعدد المصوتين، ما اعتبروا أنه داعي لإعادة الاقتراع، وذلك بحضور عضو اللجنة المركزية الموفد من قبل التعاضدية لسلا.