أكد المتدخلون في منتدى حقوق الإنسان، الذي يتم تنظيمه في إطار الدورة 19 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة (12- 15 ماي الجاري) أن التنوع الذي يميز الشتات الإفريقي في بلدان العالم، لا سيما ما يعتمل فيه من كفاءات معترف بها عالميا في مجالات مختلفة (علمية، ثقافية، فنية…) من شأنه أن يكون عاملا مؤهلا للتنمية البشرية. وناقش المتدخلون في هذا المنتدى، الذي نظمه أمس الجمعة واليوم السبت، المهرجان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان في موضوع "الدباسبورا الإفريقية … الجذور والحركية والإرساء"، الحركية الإفريقية الجديدة وتبعاتها المتعددة باعتبارها قضية متجذرة في التاريخ الإفريقي وراهنه في الوقت ذاته. وتم تخصيص جلسة أولى بعنوان "الكونية الإفريقية" للأشكال الجديدة لتنقلات أفارقة العالم مع التركيز على الطرق المعقدة والمتعددة للهويات التي تترتب عنها، والجلسة الثانية حول "الدياسبورا ومجتمع المعارف الشاملة"، لتدفقات الكفاءات على الدول الصناعية، والسلبية الذي يشكله هذا التدفق بالنسبة لبلدان الجنوب والخصاص الإفريقي في هذا الشأن. كما درس المشاركون في جلسة ثالثة حول "نساء إفريقيات..الإسهامات والتحولات" الإسهام الذي تقدمه زعامات نسائية إفريقية في الدياسبورا لتطورات السياقات الإفريقية الأصلية، مع تليل التقدم الحاصل في القوانين الإفريقية حول المساواة بين الجنسين وتحيينها، فيما تم تخصيص الجلسة الرابعة من المنتدى لمحور "تنقلات فنية وثقافية" الذي أبرز كفاءة العوالم الثقافية الأفريقية وإشعاعها على الثقافات الأخرى وتلميع صورة إفريقيا في بلدان الاستقبال. وبحث المشاركون، وهم متخصصون في علوم الاجتماع والأنتربولوجيا من المغرب وإفريقيا وأوروبا، إمكانات بلورة تصور للإسهامات التي قدمها الشتات لفائدة القارة والتحولات الجديدة المترتبة عنها، وكذا الأشكال الجديدة لهذه الحركية التي تتميز بتعدد القوميات والتنقلات "ما يؤدي إلى بروز نوع من الكونبة مبنية على الزخم وعلى الاعتراف بالأخر". وأشار المشاركون في منتدى حقوق الإنسان هذا، المخصص على مدى يومين (13 و14 ماي) للتبادل والتفاعل حول إشكالات مجتمعية راهنة، إلى التوترات العديدة المواكبة لهذه الحركية ، ومن بينها على الخصوص الرفض الذي تواجهه أحيانا الجاليات الإفريقية المهاجرة. وأضافوا أن معالم هذا النموذح الجديد للهجرة يتمثل في استدامة استقرار جاليات قومية خارج التراب الإفريقي، والهجرة المستمرة والدائمة داخل إفريقيا وخارجها، وتشكل أجيال جديدة مزدوجة الجنسية، وتنوع مجالات الاستقرار، واستقلالية جاليات الدياسبورا، وتجديد طبيعة الروابط العائلية والاجتماعية والاقتصادية مع إفريقيا. وأوضحوا أن بعض المهاجرين يستقرون في بلد استقبال قبل أن يغادروه إلى آخر، أو يفضلون العودة إما مؤقتا وإما نهائيا إلى بلدهم الأصلي، أو يقيمون على فترات متقطعة بين بلدين، أو يختارون الحركية نمطا للعيش بالتنقل شبه المستمر والربط بين أمكنة مختلفة وعبور الحدود الوطنية بشكل منتظم. يذكر بأن دورتي 2012 و2013 خصصتا للشباب والثقافة، فيما خصصت دورة 2014 للتاريخ ودورة 2015 للنساء في القارة الإفريقية. تصوير العدلاني