نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا، أعدته مراسلتها بيل ترو، تحدثت فيه عن استعدادات تنظيم "داعش" في ليبيا، الذي استغل الفوضى التي تعيشها البلاد، لصد هجوم وشيك على معقله في سرت. ويكشف التقرير عن أن تنظيم "داعش" نجح في تجنيد أعضاء في قبيلة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي؛ للدفاع عن مدينة سرت الواقعة تحت سيطرة التنظيم في ليبيا. وتقول ترو إن الحكومات الثلاث المتنافسة في البلاد أعلنت الحرب على مدينة سرت، عاصمة "الخلافة" في شمال أفريقيا، مشيرة إلى أن الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة قالت إنها مستعدة للهجوم على المدينة، وإنها أقامت قيادة عمليات في مدينة مصراتة. وتذكر الصحيفة أنه في الوقت ذاته، فإن قوات تحت قيادة العقيد المتقاعد خليفة حفتر، وموالية لحكومة البرلمان في الشرق في مدينة طبرق، تقوم بالتحضير لهجوم آخر، لافتة إلى أن الحكومة الثالثة، التي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها، ومدعومة من "فجر ليبيا"، أعلنت عن مشاركتها بالهجوم. ويشير التقرير إلى أن تنظيم "داعش" قام بمحاولة السيطرة على مناطق جديدة، وتجنيد موالين له من القبائل الليبية؛ لمواجهة الهجوم الثلاثي عليه، حيث نشر هذا الأسبوع صورا زعم فيها أن زعماء قبيلة القذافي قدموا الولاء له. وتنقل الكاتبة عن عدد من سكان سرت قولهم إن ضباطا من قيادة الوسط السابقين في جيش القذافي انضموا إلى صفوف التنظيم العام الماضي، مشيرة إلى أن تحالفا يقوده حلف الناتو قد أطاح بالقذافي في عام 2011. وتفيد الصحيفة بأن مقاتلي التنظيم قاموا في هجوم مضاد باجتياح ست قرى قريبة من سرت، بعد هجوم انتحاري مزدوج على نقطة تفتيش تبعد 50 ميلا عن مصراتة، وقاموا بحفر قنادق، وبناء تلال رملية، وزرع ألغام في المناطق التي سيطروا عليها. ويورد التقرير نقلا عن أحد سكان المنطقة قوله: "من الواضح أنهم جاهزون"، وأضاف: "حولوا سرت وما حولها إلى قلعة لا يمكن اختراقها"، لافتا إلى أن تنظيم "داعش" ظهر في ليبيا، التي تعاني حربا أهلية عام 2014، وفي شهر أيار سيطر مقاتلوه على منطقة سرت ومناطق مساحتها 150 ميلا على طول ساحل البحر المتوسط. وتبين ترو أن دول المتوسط الأوروبية فرنسا وإيطاليا، بالإضافة إلى بريطانيا، راقبت التطورات بقلق، وتعهدت بإرسال قوة من ستة آلاف جندي لمساعدة القوى المحلية على استعادة المدينة من يد الجهاديين، منوهة إلى أن نشر هذه القوات يعتمد على إنشاء حكومة الوفاق الوطني، حيث إنه بوجود ثلاث حكومات متنافسة، فإنه من غير الواضح أي منها يحظى بدعم غربي. وبحسب التقرير، فإن سكان سرت يتحدثون عن كارثة إنسانية وسط ممارسات متشددة يقوم بها التنظيم، وفرض لتفسير قاس للدين، حيث نشر تنظيم "داعش" فيلما هذا الأسبوع لعاملين في المجال الطبي وجندي، وصور أحدهما وهو يحفر قبره قبل إطلاق النار عليه من الخلف، فيما تم ذبح الآخر. وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك تقديرات تقول إن نصف سكان سرت والقرى المحيطة بها غادروا المدينة.