كشفت مصادر إعلامية عربية ودولية بأن تنظيم « داعش «الإرهابي بليبيا، يتدرب في سرت على قيادة الطائرات المدنية في سابقة خطيرة تهدد الأمن الداخلي لليبيا وباقي المنطقة ، خاصة الخوف من استعمال الطائرات في هجمات إرهابية مثل ما وقع في أحداث 11 شتنبر التي استهدفها تنظيم القاعدة بعاصفة طائرات هزت الأمن الأمريكي، وأضافت المصادر إن» دواعش» ليبيا يستخدمون جهاز محاكاة للطيران، دون أن يُعرف مصدر هذا الجهاز والذي يبلغ حجمه حجم سيارة صغيرة ويشبه مقصورة الطائرة، بما فيها من أدوات تحكّم في الإقلاع والهبوط، وتحديد المواقع بخطوط الطول والعرض، و الاتصال بأبراج المراقبة، وأكدت نفس المصادر، أن هناك اعتقاد بالاستيلاء على الجهاز من إدارات التدريب في مطارات القذافي. ونفت مصادر مقربة من الجيش الوطني الليبي الذي يرأسه خليفة حفتر، الأمر، واعتبرت أن الجهاز حديث جدا، ودخل ليبيا في أكتوبر الماضي، بما يفيد أن جهات كبيرة ودولا، تقف وراء تسليح الدواعش، ويظل المغرب والجزائر وتونس ومصر وغيرها من الدول، في مرمى الطائرات الإرهابية . من جهته، قال مسؤول أمني يعمل ضمن فريق في متابعة نشاط «داعش» في شمال أفريقيا، إنه «توجد بالفعل معلومات عن تدرب الدواعش في ليبيا على قيادة الطائرات المدنية».وأضاف أن «طائرات من القوات الجوية الليبية ضعيفة التسليح حاولت مراًرا تدمير موقع واحد على الأقل، تجري فيه عمليات التدريب خلال الشهر الماضي، لكن لم تحقق نتائج تُذكر. ويأتي إعلان هذا التطور النوعي في تسليح دواعش ليبيا، تزامنا مع تقرير أممي صدر أول أمس، يؤكد انحسار الدعم المالي للتنظيم، وعجزه عن التوسع بليبيا ، مما يعني أن الإرهابيين يمكن أن يفكروا في استهداف مراكز أو دول ، لتجاوز حالة العجز التي يعيشونها وانحسارهم ميدانيا، وكشف التقرير معطيات خطيرة جدا خاصة أن من بين الدواعش حوالي 3آلاف عضو من الدول المغاربية دون الإعلان عن جنسياتهم. وجاء في تقرير وضعه خبراء في الأممالمتحدة، ويعملون في لجنة العقوبات ضد تنظيم «القاعدة»، والتي بات عملها يشمل أيضا تنظيم «داعش»، أن التنظيم الأخير يعتبر «تهديدا أكيدا في ليبيا» حيث يقدر التقرير عدد مقاتلي»داعش» في ليبيا بين 2000 و3000، منهم1500 مقاتل في سرت، إلى جانب استفادة التنظيم من المكاسب التي حققها على الأرض بعد سيطرته على مناطق واسعة في سوريا والعراق. وأوضح نفس التقرير أن ليبيا التي تقع في نقطة وسط بين الشرق الأوسط وإفريقيا وأوروبا «تكتسب أهمية استراتيجية» بالنسبة للمسؤولين في التنظيم الذين يعتبرون أن هناك «فرصة ممتازة لتوسيع مناطق سيطرة الخلافة المزعومة».لكن التقرير يفيد أيضا أن التنظيم يواجه مقاومة شديدة من السكان، كما يجد صعوبة في إقامة تحالفات محلية».ويظهر التقرير أن تنظيم داعش في ليبيا يبدو عاجزا عن التوسع سريعا، انطلاقا من المواقع التي يسيطر عليها حاليا في ليبيا، مضيفا أنه «قادر بالطبع على شن هجمات إرهابية في ليبيا إلا أن العدد المحدود لمقاتليه لا يتيح له تحقيق توسع سريع والسيطرة على مناطق جديدة خصوصا أن التنظيم لم يتمكن سوى من جذب نحو 2000 مقاتل أجنبي غالبيتهم من دول المغرب العربي بشكل خاص، وهو غير قادر على التجنيد على المستوى الدولي كما يحصل في سوريا والعراق» كما أنه لم يسجل وجود أوروبيين في صفوفه، أو انضمام نساء وعائلات. ولفت التقرير إلى أن التمويل يُعد عقبة أساسية أمام توسع التنظيم، حيث يعتبر الخبراء أنه غير متورط في تجارة المخدرات وفرض الاتاوات أو استغلال المهاجرين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، واعتبروا أن «عمليات التنظيم في ليبيا لا تبدو مربحة ماديا» بعكس ما هو حاصل في سوريا والعراق. وقدر غالبية الذين اتصل بهم الخبراء الذين أعدوا التقرير، أن التنظيم «غير قادر في الوقت الحاضر على الاستفادة فعليا من العائدات النفطية في ليبيا» ولكي يتمكن من ذلك لا بد له «من تعزيز وجوده في ليبيا وتوسيع الأراضي التي يسيطر عليها» وكان المغرب قد أعلن الصيف الماضي، عن اتخاذ عدة إجراءات أمنية لحماية أجوائه من أي هجمات إرهابية قد تنطلق من ليبيا ، بعد إعلان اختطاف طائرات مدنية من طرف إرهابيين وخارجين عن القانون.