تشهد مدينة سرت شمال ليبيا لليوم الرابع على التوالي، معارك عنيفة يخوضها مسلحون من المدينة في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر عليها. ولم تعرف بعد حصيلة ضحايا هذه المعارك، لكنها قد تكون أوقعت 150 قتيلا على الأقل حسب السفير الليبي شيباني أبو حمود بباريس. لليوم الرابع على التوالي، تشهد مدينة سرت معارك عنيفة قتل وأصيب فيها العشرات بين مسلحين من المدينة الواقعة في شمال ليبيا، وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر عليها، بحسب ما أفاد الجمعة مسؤول في المجلس المحلي لسرت حيث قال "سرت تعيش حربا حقيقية منذ الثلاثاء. المعارك العنيفة التي يخوضها مسلحون من المدينة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لم تتوقف أبدا، وسط قصف متبادل وغارات جوية". وأضاف المسؤول رافضا الكشف عن اسمه "هناك عشرات القتلى والجرحى ولم نستطع حتى الآن إحصاء الضحايا من الشباب الذي يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية، أو قتلى وجرحى التنظيم، بسبب شدة المعارك". 150 قتيلا على الأقل وفي باريس أعلن السفير الليبي شيباني أبو حمود الجمعة، أن المعارك بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في سرت ومسلحين من المدينة أوقعت ما بين 150 و200 قتيل، مناشدا المجتمع الدولي التدخل. وأضاف السفير "أن مجزرة فعلية تجري في سرت وندعو المجتمع الدولي إلى التدخل"، مضيفا أن تنظيم الدولة الإسلامية "أرسل تعزيزات إلى سرت وشن هجوما على الأحياء السكنية التي تقاومه". واتهم السفير التنظيم المتطرف بأنه "يرتكب مجازر بحق السكان حتى أن بعض الأشخاص قتلوا في منازلهم". ودعا المجتمع الدولي إلى "التدخل لوقف تدفق المقاتلين من الدول المجاورة أو عبر البحر لتعزيز صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" ولوقف وصول الأسلحة إليه". "عملية تحرير سرت من التنظيم الإرهابي" وكانت وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا" ولا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، أعلنت الثلاثاء في بيان انطلاق "عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة الإرهابي". وأوضحت أن هذه العملية تتم بمشاركة "شباب وأهالي مدينة سرت وقواتنا الجوية الباسلة وثوارنا الأشاوس". وتقوم طائرات تابعة لقوات هذه الحكومة بقصف مواقع للتنظيم المتطرف في سرت منذ الثلاثاء، بينما يخوض مسلحون من المدينة مواجهات عنيفة مع بدات في الحي الثالث في شرق سرت الخاضعة بكاملها لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية منذ حزيران/يونيو. "التنظيم ارتكب إبادة جماعية" ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وتعمل من شرق البلاد اليوم عن شهود عيان في سرت قولهم أن تنظيم الدولة الإسلامية "ارتكب إبادة جماعية بالحي رقم 3" بعدما "قصف الحي بالراجمات والأسلحة الثقيلة ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى بينهم أطفال ونساء". وطالبت الحكومة المعترف بها في بيان مساء الخميس نشرته على صفحتها على موقع فيس بوك المجتمع الدولي "بأن يتحمل كامل مسؤولياته الأخلاقية، وأن لا يظل مكتوف الأيدي دون الاستجابة لمطالب الحكومة الليبية المتكررة لردع هذا العدوان الغاشم". واستنكرت "ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الدول الكبرى في محاربة داعش في العراق وسوريا، وتغض الطرف عنهم" في ليبيا. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة عن النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي طرد في تموز/يوليو من مدينة درنة الواقعة في أقصى الشرق الليبي إثر معارك خاضها مع جماعات مسلحة محلية مناهضة.