بُعيد إعلان الأممالمتحدة توقيع أطراف الحوار السياسي الليبي بالأحرف الأولى على اتفاق سياسي في الصخيرات بالمغرب، اعترف تنظيم"الدولة الإسلامية" بخسارته مواقعه في درنة شرق ليبيا بعد معارك مع مجموعات مسلحة فيها. أقر تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" في تسجيل مصور بخسارته مواقعه في درنة شرق ليبيا بعد معارك خاضها مع جماعات مسلحة فيها، متعهدا بالعودة إلى المدينة والانتقام "ذبحا" من هذه الجماعات. ونشر التسجيل المصور الصادر عن "المكتب الإعلامي لولاية برقة" ومدته عشر دقائق، في تغريدات على موقع تويتر تحت عنوان "صبرا صحوات درنة، إنما جئناكم بالذبح"، حسب تعبير التسجيل المصور. اعتراف "داعش" بهزيمته في درنة يأتي بتزامن مع توقيع المشاركين في الحوار السياسي الليبي في منتجع الصخيرات بالمغرب الليلة الماضية بالأحرف الأولى على اتفاق سياسي برعاية الأممالمتحدة، وفي غياب ممثلي المؤتمر الوطني المنتهية ولايته الذي يعد أحد الطرفين الرئيسيين للحوار. والتسجيل الذي نشره التنظيم يمثل أول إقرار من جهته بخسارته المعارك في مدينة درنة. وتحدث في بداية التسجيل المصور رجل ارتدى ملابس عسكرية وجلس في منطقة صخرية، وقد جرى تعريفه على أنه انتحاري يدعى أبو سليمان السوداني.، وجه تهديدات للجماعات المسلحة الليبية. وظهر أيضا في التسجيل الذي عرض بعضا من أعمال التنظيم في درنة وبينها عملية "قطع يد سارق"، انتحاري ثان يدعى هزاع الدرناوي تحدث عن "إقامة أحكام الله" في درنة، وبينها بحسب ما قال "قطع يد السارق، وجلد شارب الخمر، وقتل المرتد". وتابع متوجها إلى المسلحين المناهضين لتنظيمه "والله لن يتركونكم أبناء الدولة الإسلامية". الانتحاري هدد المقاتلين الليبيين المناهضين لتنظيمه ب "الذبح" قائلا: "والله لنقتلنكم شر قتلة". خسارة نوعية وشهدت درنة الواقعة على بعد نحو 1250 كيلومترا شرق طرابلس خلال الأسابيع الماضية اشتباكات بين مسلحين من أبناء المدينة ينتمون إلى ما يعرف باسم "مجلس شورى مجاهدي درنة" وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. وتمكن هؤلاء المسلحون الذين ينتمي بعضهم إلى مجموعات إسلامية، من طرد عناصر التنظيم من غالبية مناطق المدينة التي تخضع منذ أكثر من عام لسيطرة جماعات مسلحة بينها "أنصار الشريعة" القريبة من تنظيم القاعدة. وتشكل خسارة التنظيم الإرهابي لدرنة ضربة نوعية يتلقاها "داعش" الذي يقتصر نفوذه الآن على مدينة سرت (مسقط رأس القذافي) وبعض القرى القريبة منها. وتشهد ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد الصيف الماضي بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة "فجر ليبيا". وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ تموز/يوليو 2014. ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) ومطارها.