بعد إطلاق تهديدات لاستهداف أعضاء بعثة المينورسو من طرف تنظيم داعش بالصحراء الكبرى، اعتبرت الأممالمتحدة أن مسؤولية حماية البعثة تقع بالدرجة الأولى على المغرب وجبهة والبوليساريو خاصة أن أفرادها غير مسلحين. الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أكد ذلك أمس الخميس، وذلك في رده على سؤال حول التهديدات التي أطلقها تنظيم «داعش ضد البعثة الأممية، بالقول إن "الأمين العام للأمم المتحدة حذر في تقريره الأخير حول الصحراء المغربية من خطورة تنامي الطرف بالمنطقة". وأوضح المسؤول الأممي أن أفراد بعثة «المينورسو غير مسلحين، وبالتالي فإن مسؤولية الطرفيين عن حمايتهم قائمة». يأتي ذلك بعد أن دعا فرع ما يسمى «تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى إلى استهداف بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المغربية، والسياح الغربيين في المغرب الأقصى»، وذلك في بيان صوتي تلاه قائد الفرع المسمى «أبو الوليد الصحراوي حصلت ما نشرته الجزيرة نت» . وتضمن البيان دعوات إلى مهاجمة البعثة الأممية (المينورسو، كما تضمن البيان دعوة إلى استهداف السياح الغربيين في المنتجعات السياحية في المغرب، ومقار الأمن المغربي، والشركات الأجنبية. قبل ذلك ورغم أن الأمين العام الأممي في تقرير السنة، قد اعتبر أن غرب الجدار العازل آمن ولا تهديد لأفراد البعثة الأممية، فإنه اعتبر في تقرير السنة الجارية أن طرد معظم أفراد العنصر المدني الدولي للبعثة أدى بشكل أساسي إلى تغيير ولاية البعثة بحكم الواقع، وهو تطور من الممكن توقع أن تستغله العناصر المتطرفة والإرهابية، واستغل بان كي مون خلافه مع المغرب المعروف الأسباب، وحاول التأثير على أعضاء مجلس الأمن، وادعى أن أفراد البعثة مهددون في أمنهم، وقال في هذا الصدد إن «مغادرة موظفي الأمن الدوليين، الذين ظهرت أسماؤهم على القائمة التي قدمها المغرب بتاريخ 16 مارس 2016، أدى إلى تقليص قدرة البعثة على إدارة الأمن، الأمر الذي جعلها غير قادرة على أن تقوم على نحو كامل ومستقل بتقييم وتعزيز سلامة وأمن أفرادها المتبقين»، التقرير يقول إن احتمالات عدم الاستقرار وانعدام الأمن على الصعيد الإقليمي بشكل متزايد أثرت في البيئة التشغيلية للبعثة. ورغم إشارته الى أن المسؤولية الرئيسية عن حماية البعثة تقع على المغرب، وجبهة البوليساريو، والجزائر، إلا أن المراقبين غير المسلحين للبعثة معرضون على نحو متزايد للتهديدات الإقليمية المتنامية. ورغم تأكيده على إجراء مناقشة بناءة بين قيادة البعثة والسلطات المغربية بشأن تعزيز تدابير الحماية لممتلكات الأممالمتحدة وموظفيها غرب الجدار الرملي، فإنه في المقابل حاول إخفاء التهديدات في شرق الجدار والتي أقر بها في التقرير السابق بعد اختطاف أجانب من قلب محتجز الرابوني، لكن تنامي تلك التهديدات يؤكدها أن البعثة قلصت نطاق جميع دورياتها البرية لتحصرها في حدود 50 كيلومتراً حول مواقع فرقها الخمسة شرق الجدار الرملي، كما ورد في التقرير. ولتفادي تلك التهديدات، حسب قوله تُصر جبهة البوليساريو على إجراء جميع الدوريات النهارية باتجاه الحدود الموريتانية تحت الحراسة المسلحة التي توفرها، وهو ما قوبل كثيرا باحتجاج من السلطات المغربية التي تعتبر الأمر تقييداً خطيراً لحرية حركة البعثة. للإشارة، فبعد خلايا أمكالا وتاوريرت والناظور، أوقفت المصالح الأمنية الإثنين المنصرم ارهابيا مواليا ل«داعش» أثناء تسلله إلى التراب الوطني عبر الجزائر، وذلك في سعي متواصل لاختراق الجدار الأمني المغربي من طرف التنظيمات الإرهابية، من خلال مبعوثين له يحملون تخطيط منبع التنظيم في استهداف المغرب والبحث عن موطئ قدم لهم داخل ترابه، لكن نجاعة المقاربة الاستباقية للمصالح الأمنية أفشلت تلك المخططات لحد الآن، عكس ما هو عليه الأمر شرق الجدار العازل حيث تنشط عصابات التهريب والإرهاب المتحالفة مع عناصر البوليساريو.